للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل إليه وخرج. فقلت: أفرغت؟ قال: لا والله قلت: ولم ذلك؟ قال: دخلت عليها أريدها فقلت: قد أحضرنا من المال ما ترين. قالت: والله لقد ذكرت لي من الشرف بما لا أراه فيك قلت: كيف؟ قالت: أتتفرغ لنكاح النساء والعرب يقتل بعضها بعضا؟ تعني عبسا وذبيان قلت: فتقولين ماذا؟ قالت: اخرج إلى هؤلاء القوم فاصلح بينهم ثم ارجع إلى اهلك فلن يفوتك قلت: والله إني لأرى عقل وهمة ولقد قالت قولا فاخرج بنا فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهم بالصلح فاصطلحوا على إنَّ يحسبوا القتلى من الفريقين ثم يؤخذ الفضل ممن هو عليه. فحملنا عنهم الديات وكانت ثلاثة آلاف بعير. وفي هذا الصلح يقول زهير يمدحهما:

سعى ساعيا غيظ بن مرة بعدما ... تبزل ما بين العشيرة بالدم

فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله ... رجال بنوه من قريش وجرهم

يموينا لنعم السيدان وجدتما ... على كل حال من سحيل ومبرم

تداركتما عبس وذبيان بعدما ... تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

وعاش الحارث حتى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم رحمه الله تعالى.

[تلك التجارة لا انتقاد الدرهم.]

هذا في قول القائل:

وإذا شكا مهري الي حرارة ... عند اختلاف الطعن قلت له: اقدم

إنني بنفسي في الحروب لتاجر ... تلك التجارة لا انتقاد الدرهم

ومعناه ظاهر.

[تمرة خير من جرادة.]

التمر بالمثناة الفوقانية وسكون الميم معروف وهو ما يبس من حمل النخيل. الواحدة تمرة والجمع تمرات وتمور وتمران والتمار بائع التمر والتمري من يحبه. وأما الثمر بالمثلثة وفتح الميم فهو حمل الأشجار كلها. والجراد معروف الواحدة جرادة والمثل ظاهر مشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>