للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من وعاء الضيف دقيقا. فجاء الضيف فلما بصرت به جعلت تأخذ من وعائها فتهيل في وعاء الضيف. فقال: ما تصنعين؟ فقالت: أهيل من هذا في هذا. فقال:

محسنة فهيلي! فسميت الهائلة بذلك وذهب قوله مثلا يضرب في استقامة الأمر قاله أبو عبيد. وقال غيره: يضرب للرجل يسيء في فعل فعله فيؤمر بذلك على سبيل الهزء به وهذا أظهر وأنسب بالأصل المذكور. نعم! يمكن أن ينقل إلى الجد حتى يقال للرجل يحسن حقيقة على وجه الاستزادة من فعله.

[أحسن من طاووس.]

الحسن مر؛ والطاووس على وزن قابوس طائر معروف بديع الشكل رائق الحسن وفي طبعه مع ذلك الزهو والخيلاء والإعجاب بريشه. وكان يقال: إنَّ الطاووس في الطير كالفرس في الدواب عزا وحسنا. وقال بعض الرجاز في وصفه:

سبحان من مِن خلقه الطاووس ... طير على أشكاله رئيسُ!

كأنه في نفسه عروس ... في الريش منه ركبت فلوسُ

تشرق في داراتها شموس ... في الرأس منه شجر مغروسُ

كأنه بنفسج يميس ... أو هو زهر جرم ينوسُ

[أحشك وتروثني!]

الحشيش ما يبس من الكلأ؛ وحششته أنا: قطعته؛ وحششت الفرس: ألقيت إليه الحشيش؛ والروث معروف. يقال: راثت الدابة تروث روثا. وهذا المثل يضرب لمن أحسنت إليه فأساء إليك. فانه قد صار بمنزلة الفرس إذا ألقيت إليه الحشيش فلطخك بروثه. وهذا ظاهر.

أحشفاً وسوء كيلةٍ؟

الحشف بفتحتين أردأ التمر. قال امرؤ القيس:

كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى وكرها العناب والحشف البالي

<<  <  ج: ص:  >  >>