للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوّل من قاله جوشن الكلابي. وكان أبوه منعه من قول الشعر فمرض حزنا فرق له أبوه وقد أشرف فقال له يا بني انطق بما أحببت! فقال: هيهات! حال الجريض دون القريض. قيل: وأنشد:

عذريك من أبيك بضيق صدري ... فما تغني بيوت الشعر عني!

وقيل أول من قاله عبيد بن الأبرص حين وفد على النعمان في يوم بؤسه وأيقن بالموت وقال له النعمان: أنشدني! فقد كان يعجبني شعرك فقال عبيد: حال الجرض دون القريض! وقد تقدمت قصته في حرف الهمزة مستوفاة.

وقال أبو محمد الحريري رحمه الله تعالى:

ما بات جارٌ لهم ساغباً ... ولا لروع قال: حال الجريض

حوَّل حابله على نابله.

الحابل هنا السدى؛ والنابل اللحمة وقد تقدما. ومعنى حول حابله على نابله جعل أعلاه أسفله وهو ظاهر.

[حوالينا لا علينا.]

يتمثل به كثيرا وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم حين استصحى فقال: اللهم حوالينا ولا علينا! أي أنزل المطر حوالينا ولا تنزله علينا! والحديث مشهور.

وقال مشيرا إلى ذلك على طريق الاقتباس الصاحب بن عباد:

أقول وقد رأيت لها سحابا ... من الهجران مقبلة إلينا

وقد سحت عزاليها يهطل: ... حوالينا الصدود ولا علينا!

وتقول: جلست حول الرجل وحوليه وحواليه وأحواله مفتوحات الأول وكلها بمعنى واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>