وأكرم هذا الحرم عن أنَّ يناله ... تورك فحل همه أنَّ يجامعا
وكانت مع قطري بن الفجاءة في عسكر الأباضية. فكانت ترتجز في تلك الحروب وتقول:
أحمل رأساً قد سئمت حمله ... وقد مللت دهنه وغسله
ألا فتى يحمل عني ثقله؟
والخوارج يفدونها بالآباء والأمهات. وكان قطري يشبب بها وفي ذلك يقول في وقعة دولاب:
لعمرك إني في الحياة لزاهدٌ ... وفي العيش ما لم ألق أم حكيمِ
من الخفرات البيض لم ير مثلها ... شفاء لذي بث ولا لسقيمِ
لعمرك إني يوم ألطم وجهها ... على نائبات الدهر جد لئيمِ
ولو شهدتني يوم دولاب أبصرت ... طعان فتى في الحرب غير ذميمِ
غداة طفت علماء بكر بن وائل ... وعجنا صدور الخيل نحو تميمِ
فلم أر يوما كان أكثر مقطعاً ... يمج دماً من فائضٍ وكليمِ
وضاربةٍ خداً كربواً على فتى ... أغر نجيب الأمهات كريمِ
أصيب بدولاب ولم يك موطناً ... له أرض دولاب ودير حميمِ
فلو شهدتني يوم ذاك وخيلنا ... تبيح من الكفار كل حريمِ
رأت فتية باعوا الإله نفوسهم ... بجنات عدنٍ عنده ونعيمِ
[سرعان ذا إهالة!]
السرعة تقدمت. ويقال: سرعان ذا خروجا مثلثة السين أي سرع هذا خروجا. ويقال: لسرعان ما صنعت كذا! أي ما أسرع! والإهالة: الشحم أو ما أذيب منه أو الزيت وكل ما ائتدم به وهمزتها أصلية ورجل مستأهل: آخذ الإهالة أو آكل لها. قال:
لا بل كلبي يا أم واستأهلي ... إنَّ الذي أنفقت من ماله!