ألا هل أتاها على نأيها ... بأني قدمت على قيصرِ
فغررته بصلاة المسيح ... وكانت من الجوهر الأحمرِ
وتدبير ربك أمر السماء ... والأرض فأغضى ولم ينكرِ
وقلت تقر ببشرى المسيح ... فقال سأنظر قلت أنظرِ
فكاد يقر بأمر الرسول ... فمال إلى البدل الأعورِ
فشك وجاشت له نفسه ... وجاشت نفوس بني الأصفرِ
على وضعه بيديه الكتاب ... على الرأس والمنخرِ
فأصبح قيصر من أمره ... بمنزلة الفرس الأشقرِ
والله اعلم.
[برح الخفاء]
يقال: برح الرجل مكانه بالكسر إذا زال عنه. وأكثر استعماله مع النفي ونحوه، كقوله:
وما برحت أقدامنا من مكاننا ... ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا
وقد يحذف لفظا كقول الآخر:
وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقا مجيدا
والنتطق: ذو السلاح، والمجيد بالضم: صاحب الجواد من الخيل. ومن هذا قولهم لا براح قال:
من صد عن نيرانها ... فأنا أبن قيس لا براحُ
ويقال للأسد والرجل الشجاع حبيل براح، بمعنى أنَّ كل منهما كأنه شد بالحبال فلا يبرح مكانه ولا يزول. ويقال: برح الخفاء بالكسر ومعناه وضح الأمر. قال بعض اللغويين: معناه ظهر الأمر وصار كأنه في براح وهو المكان المستوي من الأرض. ويقال: البراح من الأرض ما كان ظاهرا مكشوفا؛ ولذا قيل للشمس براح، وهو اسم معدول مكسور قال الراجز:
هذا مقام قدمي رباح ... غدوة حتى دلكت براح