للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفرق بينهن غزلها. فيسما سهيلا بكوكب الخرقاء لهذه العلاقة. وذات بمعنى صاحبة. والنيقة بكسر الأول اسم من التنوق. يقال: تنوق الرجل في الشيء يتنوق إذا تأنق فيه، أي تخير.

والمعنى إنّها خرقاء، ومع ذلك تتأنق. فيضرب في الجاهل بالشيء يدعي فيه المعرفة ويتخير في الإرادة.

[الخرق شؤم.]

تقدم أنَّ الخرق يكون عدم الرفق في الأمور بتناولها على غير وجهها، مع عجلة وإفراط تجاوز مقدار. والشؤم بضم الشين وسكون الهمزة ضد اليمن.

والمعنى أنَّ من خرق في أمر فلا بد أنَّ يعود عليه شؤمه. وهذا الكلام يروى حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنّه قال: " الرفق يمن والخرق شؤم ". وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله يحب الرفق في الأمر كله ". وقال: " ما كان الرفق في شيء قط إلاّ زانه، وما كان الخرق في شيء إلاّ شانه ". وقال: " يا عائشة، من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من خير الدنيا والآخرة ". وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا أحب الله تعالى أهل بيت أدخل عليهم الرفق ". وقال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله تعالى ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق، وإذا احب الله تعالى عبدا أعطاه الرفق، وما من أهل بيت يحرمون الرفق إلاّ قد حرموا ". وقال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ". وقال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة ارفقي فإنَّ الله تعالى إذا أراد بأهل بيت كرامة دلهم علي باب الرفق ". وقال صلى الله عليه وسلم: " من يحرم الرفق يحرم الخير كله ". وقال صلى الله عليه وسلم: " التأني من الله والعجلة من الشيطان ". وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>