تشديد السين وتخفيفها، فهم حسان وحسانون. ومظنة الشيء بكسر الظاء: موضع يضن فيه وجوده. والحسد جنع حاسد وحاسدة. والمعنى أنَّ الحسناء مظنة لأن تحسد على حسنها. وكذا كل من له فضيلة ما مزية ما فهو مظنة لأن يحسد كما يقال: كل ذي نعمة محسود. ومن يمتدح بكثرة الحساد ويذم بقلتهم لأن وجود الحساد كناية عن وجود الفضل والنعمة كما قيل:
حسدوا مروءتنا فضلل سعيهم ... ولكل بيت مروءة أعداءُ
وقال آخر:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظا بما يجدُ
أنا الذي يجدوني في صدورهم ... لا أرتقي صدرا منها ولا أردُ
وقال أبو الأسود أو غيره:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداءٌ له وخصومُ
كضرائب الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغضاً إنّه لدميمُ
وقال عمار بن عقيل بن بلال بن جرير:
ما ضرني حسد اللئام ولم يزل ... ذو الفضل يحسده ذوو النقصان
وقال بشار:
لا عشت خلوا من الحساد إنهم ... أعز فقداً من الائي أحبوني
أبقى لي الله حسادي برغمهم ... حتى يموتوا بداء غير مكنون
وقال محمود:
أعطيت كل الناس مني الرضى ... إلاّ الحسود فانه أعياني
لا أنَّ لي ذنباً لديه علمته ... إلاّ تظاهر نعمة الرحمنِ
وقال أبن أبي الطاهر:
ولم يزل ذو النقص من نقصه ... يحسد ذا الفضل على فضله
وقال الآخر: ونعمة الله مقرونٌ بها الحسدُ