المكدود بحوافر الدواب. قال امرؤ القيس يصف فرسا:
مسح إذا ما السحابات على الونى ... أثرن غبارا بالكديد المركل
ويستعمل الركل، في لسان العرب، في الضرب بالرجل مطلقا، وهو المراد.
ثم نذكر من الشعر في هذا الباب ما تيسر، والله المستعان.
قال طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وإلى معنى هذا البيت أشار أبن شرف في لاميته بقوله:
لا تسأل الناس والأيام عن خبر ... هما يبثانك الأخبار تطفيلا!
وقال دريد بن الصمة:
وهل أنا إلاّ من غزية إنَّ غوت ... غويت وإنَّ ترشد غزية أرشد
وغزية قبيلة، وهي فيما أظن بفتح المعجمة وكسر الزاي. وهكذا رأيته في نسخة من الصحاح مضبوطا بالقلم، ويؤيده ما في القاموس من انهم يسمون غازية وغزية كغنية ولم يثبت في أسمائهم غزية. بلفظ التصغير. وقال من هذه القصيدة أيضاً:
أمرتهم أمري بمنزعج اللوى ... فلم يستبينوا الرشد إلاّ ضحى الغد
وتمثل بهذا البيت أمير المؤمنين على كرم الله وجهه على المنبر، في قصة التحكيم حين وقع ما وقع من الحكمين يعاتب أهل العراق ويوبخهم على سفاهة رأيهم في ذلك وتوجيههم أبا موسى الأشعر، والقصة مشهورة. وعلى هذا البيت نبه أبن شرف بقوله في لاميته:
يرى البليد البلايا بعد ما نزلت ... وذو الذكاء يرى الأشياء تبخيلا وقال الأسود بن يعفر:
جرت الرياح على محل ديارهم ... فكأنهم كانوا على ميعاد
ونظمه أبن شرف في لاميته بقوله:
بادوا كأنهم للفرقة اتعدوا ... فلم يكن ذلك الميعاد ممطولا
وقال الآخر:
أجل إذا طالبت في طلب ... فالجد يغني عنك لا الكد!