للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله أيضاً:

وصفتك واللاحي يعاند بالعذل ... فكنت أبا ذر وكان أبا جهلِ

له شاهدا زور من النهي والنهى ... عليك ومن عينيك لي شاهدا عدلِ

وقول آخر:

وبي عاذلٌ يغري إلى الجهل لم يخل ... بأني في دعوى الغرام أبو ذرِّ

والمراد بهذا الصدق في الهوى. ومن هذا النمط قول آخر:

وشادنٍ مبتسمٍ عن حبب ... مورد الخد مليح الشنب

يلومني العاذل في حبه ... وما درى شعبان أني رجب

وذلك لأن شعبان عند العرب يسمى العاذل ورجب يسمى الأصم. ومما نحن فيه قول الآخر:

إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى ... أصخت إلى الواشي فلج بها الهجرُ

أشار بالشطر الأول إلى أن العذل يغريه. وقول البوصيري:

محضتني النصح لكن ليس أسمعه ... إنَّ المحب عن العذال في صممِ

ويقرب منه قول عفيف الدين التلمساني:

ولي على عاذلي حقوق هوى ... عليه شكري ببعضما يجبُ

لام فلما رآه هام به ... فكنت في عشقه أنا السببُ

وقول الآخر:

أبصره عاذلي عليه ... ولم يكن قبلها رآهُ

فقال لي: لو هويت هذا ... ما لامك الناس في هواهُ

قل لي إلى من عدلت عنه ... فليس أهل الهوى سواهُ

فظل من حيث ليس يدري ... يأمر بالحب من نهاهُ

ومن ذلك قول حفص العليمي:

أقول لحلمي لا تزعني عن الصبا ... وللشيب لا تذعر عليَّ الغوانيا

طلبت الهوى العذري حتى وجدته ... وصيرت في نجدٍ به ما كفانيا

وقول الخزاعي:

<<  <  ج: ص:  >  >>