للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول أبن الخالدي:

وأخٍ رخصت عليه حتى ملني ... والشيء مملول إذا ما يرخص

ما في زمانك ما يعز جوده ... إنَّ رمته إلاّ صديق مخلص

وقول المنصور أيضاً:

إذا تخلفت عن صديقٍ ... ولم يعاتبك في التخلف

فلا تعد بعدها إليه ... فإنما وده تكلف

وقول الأنصاري:

إلاّ رب من تدعو صديقا ولو ترى ... مقالته ساءك ما يفري

لسان له كالشاهد مادت حاضراً ... وبالمغيب مطرور على ثغرة النحر

وقول أبي الطيب:

ومن نكد الدنيا على المرء إنَّ يرى ... عدوا له ما من صداقته بد

وما يحكى إنَّ كسرى قال يوما لمرازبته: من أي شيء انتم اشد حذراً؟ قالوا: من العدو الفاجر، والصديق الغادر. وقول موسى بن جعفر: اتق العدو وكن من الصديق على حذر، فإن القلوب سميت قلوب لتقلبها. وسيأتي كثير من هذا النمط بعد إنَّ شاء الله تعالى. وقال أبو الطيب:

وهبني قلت هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون عن الضياء

وقال أيضاً مادحا:

وإذا مدحت فلا لتكسب رفعة ... للشاكرين على الإله ثناء

وإذا مطرت فلا لأنك مجدب ... يسقى الخصيب وتمطر الادماء

والادماء: البحر. وقال أيضاً:

إنّما التهنئات للأكفاء ... ولمن يدني من البعداء

وأنا منك لا يهنئ عضو ... بالمسرات سائر الأعضاء

وقال أيضاً من هذه القصيدة يمدح كافورا وكان أسود:

إنّما الجلد ملبس وابيضاض ... النفس خير من ابيضاض القباء

وقال أيضاً:

وما كل من قال قولا وفى ... ولا كل من سيم خسفاً أبى

<<  <  ج: ص:  >  >>