للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكني أحمي حماها واتقي ... أذاها وأرمي من رماها بمنكب

وقول بعض الأشراف الطالبيين:

لسنا وإنَّ أحسابنا كرمت ... يوما على الاحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا

وقول الحسين رضي الله عنه، وقد أجزل صلة شاعر فليم على ذلك فقال: أتراني خفت أن يقول لست من فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ولا علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ ولكنني خفت أنَّ لست كمثلهما فيصدق ويحمل عنه، ويبقي مخلداً في الكتاب على ألسنة الرواة. فقال ذلك الشاعر حينئذ: وأنت والله يا أبن الرسول الله أعرف بالمدح والذم مني! ويحكى أنَّ رجلاً تكلم بين يدي عبد الملك بكلام ذهب فيه كل مذهب. فقال له وقد أعجبه: أبن من أنت يا غلام؟ قال: أبن نفسي، يا أمير المؤمنين: والتي نلت بها هذا المقام منكم. وأخذه بعض الشعراء فقال:

كن أبن من شئت واتخذ أدبا ... يغنيك مأثوره عن الحسب

إنَّ الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي

وآخر في قوله:

كن أبن من شئت وكن مؤدبا ... فإنما المرء بفضل حسه

وليس من تكرمه لغيره ... مثل الذي تكرمه بنفسه

ويحكى عن يحيى بن أكثم قال: بينما أنا يوما جالس مع المأمون إذ دخل الدار. فتى أبرع الناس زياً وهيبة ووقاراً، وهو لا يلتفت إعجابا بنفسه. فنظر إليه المأمون فقال: يا يحيى، هذا لا يخلوا إنَّ يكون هاشميا أو نحوياُ. ثم بعث من يتعرف ذلك منه، فإذا هو نحوي. فقال المأمون: يا يحيى، أن علم النحو قد بلغ بأهله من عزة النفس وعلو الهمة منزلة بني هاشم في شرفهم؟ يا يحيى، من قعد به نسبه، نهض به أدبه! ومثله يقول أبي العلاء المعري:

<<  <  ج: ص:  >  >>