للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أسماء المرية:

أيا جبلي وادي عريعرة التي ... نأت عن ثوى قومي وحق قدومها

ألا خليا مجرى الجنوب لعله ... يداوي فؤادي من جواه نسيمها

وكيف تداوي الريح شوقا مماطلا ... وعينا طويلا بالدموع سجومها

وقولا لركبان تميمية غدت ... إلى البيت ترجو أن تحط جرومها

بأن بأكناف الرغام غريبة ... مولهة ثكلى طويلا نئيمها

مفجعة أحشاؤها من جوى الهوى ... وتبريح شوق عاكف ما يريمها

والإرآم: التحبيب والتعطيف. يقال: رئم فلان كذا بالكسر يرأمه: احبه وألفه ورئمت الناقة ولدها رئما: عطفت عليه وأرأمتها: عطفتها على غير ولدها أو على البو وهو الجلد يحشى لها لتدر عليه. قال:

رئمت لسلمى بوضيم وإنني ... قديما لآبي الضيم وأبن أباة

وقال الحماسي:

ومولى جلت عنه الموالي كأنه ... من البؤس مطلي به القار أجرب

رئمت إذا لم ترأم البازل ابنها ... ولم يك فيها للمبسين محلب

وقال الآخر:

أنى جزوا عامرا سوءا بفعلهم ... أم كيف يجزونني السوأى من الحسن

أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به ... رئمان أنف إذا ما ضن باللبن

والولد معروف. والمثل لبيهس المعروف بنعامة. وكان من حديثه أنه خرج مع أخوة له سبعة فلقيهم قوم في موضع يقال له الأثلاث فقتلوهم إلاّ بيهسا وكان أصغرهم. فاستحقروه واستبقوه ثم احتملوه معهم حتى إذا قام قائم الظهيرة نزلوا فنحروا ناقة من وسيقتهم فأكلوا منها ثم قال قائلهم: ظلموا لحم جزوركم فقال بيهس: لكن على الأثلاث لحم لا يظلل يعني لحوم إخوانه المقتولين فأرسلها مثلا. فقال أحدهم: إني لأسمع من هذا الإنسان أمر يوشك أن يكون وراءه شر: فاقتلوه فقال زعيمهم: أيعد علينا هذا بقتيل؟ خلوه لصغر سنه فهو أحقر من ذلك فاحتملوه حتى إذا بلغوا به سمت الحي قالوا له: ائت أهلك وانع إخوانك فانطلق

<<  <  ج: ص:  >  >>