للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشيةٍ سبق الصباح عشاءها ... قصراً فما أمست حتى أسفرا

مسكينةٍ لبست خلى ذهبيةً ... وجلا تبسمها نقاباً أحمرا

وكأن شهب الجم بعض حليها ... عثرت به من سعةٍ فتكسرا

وقال أبو النصر عبد الجبار:

عليك بأغباب الوصال فضده ... يعيد حبال الوصل منك رثاثا

فلو كلف الإنسان رؤية وجهه ... لطلقه بعد الثلاث ثلاثا

ومثله قول الآخر:

عليك بإغباب الزيارة إنها ... تكون إذا دامت إلى الهجر مسلكا

وسيأتي هذا المعنى إن شاء الله تعالى وقال الحموي:

أنَّ قوماً يلحون في حب سعدى ... لا يكادون يفقهون حديثا

سمعوا وصفها ولاموا عليها ... أخذوا طيباً وأعطوا خبيثا

وهذا من الاقتباس وهو أن يؤتى في الكلام المنثور أو المنظوم بلفظ يشبه لفظ القرآن أو الحديث غير منوي به إنّه قرآن أو حديث. ولا بد من هذا القيد الآخر: ولذلك ساغ سوق اللفظ مع تغيير فيه أو في معناه ولا يلزم فيه كفر تبديل القرآن ولا خلاف نقل الحديث بالمعنى. ولنذكر طرفا من ذلك هاهنا: فمن الاقتباس من القرآن في النثر قول الحريري: فلم يكن إلاّ كلمح البصر أو هو أقرب حتى أنشد فأغرب. وهو في الشعر أكثر. ثم إنّه قد يكون اللفظ المقتبس بيتا كاملا كقول أبي محمد بن السيد البطليوسي في بعض مواضعه:

خففوا ثقل الخطايا ... أفلح القوم المخففون!

كيف تعطون من الباقي ... وبالفاني تضنون؟

لن ينالوا البر حتى ... تنفقوا مما تحبون!

وقول أبن العفيف:

يا عاشقين حاذروا ... مبتسما من ثغره!

<<  <  ج: ص:  >  >>