الثالث فيما ينبغي له ويستحسن، وهو ثلاثة أشياء: أحدها أن يكون متزنا قائما بنفسه غير محتاج إلى غيره، وذلك إما أن يكون بيتا مستقلا، كقول طرفة السابق، وكقول السموأل:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
ونحوه وهو كثير. وأما أن يكون جزءا من البيت مستقلا كقول الحماسي السابق، وكقول جميل بن عبد الله:
أرى كل عود نابتا في أرومة ... أبى منبت العيدان أن يتغيرا
فان الشطر الثاني مثل مستقل بالوزن والمعنى، وكذا الأول، أما إن كان جزءا محتاجا غير مستقل، كقول النابغة المذكور:
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال مهذب
فان قوله: أي الرجال المهذب مثل، إلى إنّه محتاج في الوزن إلى ما قبله. وكذا قول الحماسي:
وإن أبيتم فأنا معشر أنف ... لا نطعم الخسف إنّ السم مشروب