وقال بعض العرب:
إذا الرجال ولدت أولادها ... واضطربت من كبرٍ أعضادها
وجعلت أوصابها تعتادها ... فهن زروع قد دنا حصادها
وقال الآخر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي!
وما أحسن قول عز الدين المقدسي في كتابه كلام الطيور والأزهار على لسان الغراب:
أنوح على ذهاب العمر مني ... وحق أن أنوح وأن أنادي
وأندب كلما عاينت ربعا ... حدا بهم لوشك البين حادِ
يعنفني الجهول إذا رآني ... وقد ألبست أثواب الحدادِ
فقلت له: اتعظ بلسان حالي ... فإني قد نصحتك باجتهادِ!
وها أنا كالخطيب وليس عيباً ... على الخطباء أثواب السوادِ
ألم ترني إذا عاينت ركباً ... أنادي بالنوى في كل نادِ
أنوح على الطول فلم يجبني ... بساحتها سوى خرس الجمادِ
فأكثر في نواحيها نواحي ... من البين المفتت للفؤادِ
فما من شاهدٍ في الكون إلاّ ... عليه من شهود الغيب نادِ
فكم من رائحٍ فيها وغادٍ ... ينادي من دنوٍّ أو بعادِ
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي!
وقال الحطيئة: وما قلت إلاّ بالذي علمت سعدُ وهذا مثل مشهور وصدر البيت:
وتعذلني أبناء سعدٍ عليهم
وهذا البيت من جملة أبيات له وهي من جيد شعره. يقول فيها:
وإنَّ التي نكبتها عن معاشرٍ ... عليَّ غضابٍ أن صددت كما صدوا
أتت آل شماش بن لأيٍ وإنّما ... أتاهم بها الأحلام والحسب العدُ
فإنَّ الشقي من تعادي صدورهم ... وذو الجد من لانوا إليه ومن ودوا
يسوسون أحلاماً بعيداً أناتها ... وإن غضبوا جاء الحفيظة والجدُ