للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تثق إنَّ هم ذموا وإنَّ مدحوا: ... فهم عن الرشد عمي أو مماليذ

والصدق أشرف خيم أنت لابسه ... وخير ما يحتلي الصيد المشاويذ

وخير ذخر الفتى دهر قناعته ... فذاك أوثق ما عض النواجيذ

وعفة وندى يحمي مسارحه ... إنَّ تتحاماه ألسن ملاجيذ

والمرء يمضي ويبقي بعده نبأ ... مدح يخلد أو نيل منافيذ

والموت حتم لديه الكل مرتهن ... إذا أتى الحتم لم تجد التعاويذ

وقلت أيضاً:

تحل بسبط الخلق واحتمل الأذى ... من الناس إنَّ عاشرتهم ودع البذا

وكن مغضيا عما يريبك باذلاً ... نداك ولا تغلل يديك فتنبذا

فإنَّ بني الدنيا بنو الحاج ما أجتنوا ... من العود إلاّ مثمرا غصنه غذا

وإني رأيت الحوض يغشى إذا صفا ... ويلقى إذا كان المشوب أو الوذا

وللنحل فضلا دون كل ذبابةٍ ... وللمسك والكافور عم كل ذي شذا

على أنَّ هذا الجيل آساد بيشة ... ملاذك منهم للحسام مشحذا

متى تعتلق أظفارهم كاهل أمرئ ... أصاروه رهنا للبلايا وللأذا

وإنَّ يعلقوا قلبا أعاروه حيرة ... وإنَّ يركبوا ظهرا تفتا أو ارتذا

فمن يستطع عنهم نوى فليجافهم ... بعاد ومن ألفى معاذاً تعوذا

فإنَّ البحار الخضر تحمى ظهورها ... زخورا وتعلوها مع الركدة الشذا

وتعدوا على الشاء الذياب بلا حمى ... وأكبادها من مربض الليث تهتذا

وما ذل إلاّ الفقع يوطأ بقرقر ... وإلاّ حمار الحي إنَّ رمته خذا

<<  <  ج: ص:  >  >>