للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمينك منها اليمن واليسر في اليسرى ... فبشرى لمن يرجو الندى منهما بشرى!

غيره:

ينال الفتى ما لم يؤمل وربما ... أتاحت له الأيام ما لم يحاذر

غيره:

ينسى صنائعه وعده ... ويبيت في إنجازه يتفكر

وقال أبو الأسود:

وإنَّ أحق الناس إنَّ كنت شاكراً ... بشكرك من أعطاك والوجه وافر

وتقدم تمام هذا الشعر وسببه.

ومثله قول الآخر:

وفتى خلا من ماله ... ومن المروءة غير خالِ

أعطاك قبل سؤاله ... كفاك مكروه السؤال

وقول أبي تمام:

وما أبالي وخير القول أصدقه ... حقنت لي ماء وجهي أو حقنت دمي!

وقول أبي نواس:

إذا العشرون من شعبان ولت ... فواصل شرب ليلك بالنهار

ولا تشرب بأقداح صغار: ... فقد ضاق الزمان على الصغار!

يضربه الواعظ السادة الصوفية عندما يدبر الشباب ويقبل المشيب، ويكاد يذوي الغصن الرطيب، في الإكثار من القربات، والجد في العمل، وتلافي الخير قبل فوات الأجل، وكذا ما يشبه من كل ما يطلب اغتنام الفرصة فيه قبل فواته.

وقال أيضاً:

ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمر ... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر

وبح باسم من تهوى ودعني من الكنى: ... فلا خير في اللذات من دونها ستر!

وإنّما قال: وقل لي هي الخمر، لأنه إذا سمعها عندما نظر إليها التذ مسمعه باسمها، ومنظره بشخصها، وأشرابت نفسه إليها، فتلقتها بأعظم لذة.

<<  <  ج: ص:  >  >>