ويدل على ذلك تصريحهم في المدح بلفظ القلة، في قولهم:"قلَّ منْ يقولُ هذا، وقل من يعلم ذلك إلا زيد"، ونحو ذلك.
وقال أبو زيد الأنصاري:"بيد" بمعنى: غير، وربما كانت بمعنى: من أجل.
وقال أبو العباس في كتابه "الكامل": وكانت الخنساء، ليلى الأخيلية مباينتين في أشعارهما لأكثر الفحول، ورب امرأة تتقدم في صناعة، وقلما يكون ذلك، والله تعالى يقول:(أوْ منْ يُنْشَأُ في الحِلْيَةِ، وهوَ في الخِصَامِ غَيْرُ مُبينٍ) .
وسيبويه رحمه الله إذا تكلم في الشواذ في "كتابه"، فمن عادته في كثير منها، أن يقول:"ربَّ شيءٍ هكذا"، يريد، أنه قليل نادر، كقوله في باب "ما" وقد أنشد قول الفرزدق:
إذْ همْ قريشٌ وإذْ ما مثلهمْ بشرُ
"وهذا لا يكاد يعرف، كما أن (لاتَ حينَ مناصٍ) كذلك. ورب شيءٍ هكذا وهو كقول بعضهم:(هذه) ملحفة جديدة في القلة" مثل هذا في كتابه كثير.
ومما جاءت فيه "رب" بمعنى القلة، قول العرب: ربما جار الأمير، وربما