للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الأوّل: عن بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ (١): "أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ) (٢).

الدليل الثاني: عن أُمِّ حَبِيبَةَ- رضي الله عنها -، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: (مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ) (٣).

الدليل الثالث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى فَرْجِهِ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ وُضُوءُ الصَّلَاةِ) (٤).

وجه الدلالة من الأحاديث:

جاءت الأدلة عامة في نقض الوضوء من مس الذكر فشملت العمد والسهو (٥)، فلفظ اللمس يطلق على العامد والساهي (٦).


(١) هي بسرة بنت صفوان بن نوفل أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، بنت أخ ورقة بن نوفل لها سابقة وهجرة، انظر: الإصابة (٨/ ٥١).
(٢) تقدم تخريجه ص ٨٥.
(٣) رواه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من مس الذكر (١/ ١٦٢) (٤٨١)، وأبو يعلى في المسند (١٣/ ٦٥) (٧١٤٤)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٥٧) (٤٥٠). قال الذهبي في المهذب (١/ ١٣٨): " فيه انقطاع"، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (١/ ٦٩): "هذا إسناد فيه مقال مكحول الدمشقي مدلس وقد رواه بالعنعنة فوجب ترك حديثه لا سيما وقد قال البخاري وأبو زرعة وهشام بن عمار وأبو مسهر وغيرهم إنه لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان فالإسناد منقطع"، وقال العيني في نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (٢/ ١٠٥): "هذا حديث منقطع أيضًا؛ لأن مكحولا لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان شيئا".
(٤) رواه البيهقي في كتاب الطهارة، باب ترك الوضوء من مس الفرج بظهر الكف (١/ ٢١١)، قال الزيلعي في نصب الراية (١/ ٥٦): "ويزيد بن عبد الملك تكلموا فيه، ثم أسند عن أحمد بن حنبل أنه سئل عنه، فقال: شيخ من أهل المدينة ليس به بأس"، قال الذهبي في المهذب (١/ ١٤١): يزيد: تكلم فيه، وقال ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٤٧٠): سئل أحمد عن يزيد بن عبد الملك فقال: شيخ من أهل المدينة، ليس به بأس، وقال الزرقاني في شرح الموطأ: (١/ ١٨٧): "صححه ابن السكن".
(٥) انظر: المسالِك في شرح مُوَطَّأ مالك، لابن العربي (٢/ ١٧٦)، المغني (١/ ١٣٢)، الممتع، للمنجي (١/ ١٧٢)، النجم الوهاج (١/ ٢٧٥).
(٦) انظر: المجموع (٢/ ٣٤).

<<  <   >  >>