= هنا، وأما (السّبق) -بتسكين الباء فهو مصدر سبق يسبق سبقا. والمحلّل في السباق: هو طرف ثالث يدخل مع المتسابقين ليحلل لهما عقد المسابقة ويخرجه عن صورة القمار. والمسابقة بين الخيل، ومثلها المسابقة بين الإبل مذكورة في الصحيحين وغيرهما، انظر البخاري كتاب الجهاد والسير، باب السبق وباب غاية السباق (٢٨٧٠)، وباب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم (٢٨٧٢). ومسلم في الإمارة، باب المسابقة بين الخيل وتضميرها (١٨٧٠). وأما قول المصنف -رحمه الله-: (وجعل بينها سبقا ومحللا). فهذه ليست من الخبر، كما في المصادر السابقة. وإنما هي مسألة فقهية مبنية على بعض الأحاديث التي وردت في هذا الشأن، منها: ما رواه الإمام أحمد ٢/ ٦٧ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم سبّق بين الخيل وراهن. وفي لفظ له ٢/ ٩١: سبّق بين الخيل وأعطى السابق. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فلا بأس، ومن أدخل فرسا بين فرسين وهو آمن أن يسبق فهو قمار». أخرجه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٥٠٥، وأبو داود في الجهاد، باب في المحلل (٢٥٧٩)، وابن ماجه في الجهاد، باب السبق (٢٨٧٦)، وابن أبي شيبة ١٢/ ٤٩٩، والبيهقي في الكبرى ١٠/ ٢٠، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ٢/ ١١٤، وكذا ابن حزم في المحلى ٧/ ٣٥٤، وانظر تلخيص الحبير ٤/ ١٨٠. وللتوسع في هذه القضية انظر كتاب الفروسية لابن القيم بتحقيقنا.