(١) وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان قد بعث إلى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام، فلما وصل إليه الكتاب مزقه، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمزيق ملكه. إلى هنا الخبر في الصحيح، أخرجه البخاري في المغازي، كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر (٤٤٢٤). وأخرج ابن سعد ١/ ٢٥٩ - ٢٦٠، والطبري في التاريخ ٢/ ٦٥٤ - ٦٥٧، وأبو نعيم (٢٤١)، والبيهقي ٤/ ٣٩٠ - ٣٩١ كلاهما في الدلائل: وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن، أن يبعث إليه هذا الرجل الذي بالحجاز، فبعث باذان برجلين من عنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ربه قد قتل ربهما في هذه الليلة لسبع ساعات مضت منها، وهي ليلة الثلاثاء لعشر ليال مضين من جمادى الأولى سنة سبع، وأن الله تبارك وتعالى سلط عليه ابنه شيرويه فقتله، فرجعا إلى باذان بذلك، فأتاه الخبر عن مقتل كسرى كما حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم هو ومن معه من الفرس باليمن. (٢) كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا ممن يدعي الإسلام قاتل مع المسلمين يوم خيبر قتالا شديدا، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: هو في النار. فتتبعه رجل من الصحابة ليرى أمره، فلما كثرت عليه الجراح لم يصبر، فقتل نفسه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله». أخرجه البخاري في الجهاد، باب إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر (٣٠٦٢)، ومسلم في الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (١١١)، كما أخرجاه من حديث آخر.