للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السماء قزعة، فثار سحاب أمثال الجبال، فمطروا إلى الجمعة الأخرى، حتى شكي إليه كثرة المطر (١).

وأطعم أهل الخندق وهم ألف من صاع شعير وبهمة وهم في بيت جابر، فشبعوا وانصرفوا والطعام أكثر مما كان (٢).

وعند أبي نعيم: وأطعمهم أيضا من تمر يسير لم يملأ كفيه عليه الصلاة والسلام، أتت به ابنة بشير بن سعد إلى أبيها وخالها (٣).

وفي مسند أحمد: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يزود أربعمائة راكب من تمر كالفصيل الرابض، فزودهم وبقي كأنه لم ينقص


(١) أخرجه البخاري في الاستسقاء، باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة (١٠١٤)، ومسلم في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء (٨٩٧). والقزعة: القطعة من السحاب.
(٢) في الصحيحين: «وإن برمتنا لتغطّ كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو». وفي رواية يونس بن بكير: «فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعون، ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا». وفي رواية أبي الزبير: «فأكلنا نحن وأهدينا لجيراننا، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك». أخرجه البخاري في المغازي، باب غزوة الخندق (٤١٠٢)، ومسلم في الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه. . (٢٠٣٩).
(٣) كانت قد بعثته عمرة بنت رواحة زوجة بشير بن سعد إلى زوجها وأخيها عبد الله بن رواحة-رضي الله عنهم-يتغذيان به، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم البنت، فأمرها أن تصبه في كفيه، ثم أمر بثوب فبسط، ثم دحا التمر عليه، فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده: اصرخ في أهل الخندق هلم إلى الغذاء. فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه، وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب». أخرجه أبو نعيم في دلائله (٤٣١)، والبيهقي في دلائله ٣/ ٤٢٧، كلاهما من طريق ابن إسحاق عن سعيد بن مينا عن ابنة بشير بن سعد، وهو في السيرة ٢/ ٢١٨.

<<  <   >  >>