للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان بوله ودمه يتبرك بهما (١).


= «ويخاطبه المصلي بقوله السلام عليك. .» يعني في التشهد. قال الحافظ في تلخيص الحبير ٣/ ١٦٣: ووجه الدلالة أنه منع من مخاطبة الآدمي بقوله: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس» أخرجه مسلم.
(١) كذا نص الإمام النووي في الروضة ٥/ ٣٥٩، والتهذيب ١/ ٤٢ وعبارته: وكان يتبرك ويستشفى ببوله ودمه. وعنون له الإمام البيهقي في السنن ٧/ ٦٧: باب تركه الإنكار على من شرب بوله ودمه. قلت: أما دليل الأول: فقد أخرج الطبراني في الكبير ٢٤/ ١٨٩ و ٢٠٥، والبيهقي في السنن ٧/ ٦٧ عن حكيمة بنت أميمة عن أمها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبول في قدح عيدان، ثم يرفع تحت سريره، فبال فيه، ثم جاء فأراده، فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها: بركة، كانت تخدم أم حبيبة، جاءت بها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في القدح؟ قالت: شربته. فقال: لقد احتظرت من النار بحظار». وقال في المجمع ٨/ ٢٧١: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله ابن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة. وصحح سنده السيوطي أيضا في الخصائص ٢/ ٢٥٢. وأما الدم: فعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم، فلما فرغ قال: يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد. فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته، فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما صنعت يا عبد الله؟ قال: جعلته في مكان ظننت أنه خاف على الناس، قال: فلعلك شربته. قلت: نعم. قال: ومن أمرك أن تشرب الدم؟ ويلك من الناس، وويل الناس منك. أخرجه الحاكم ٣/ ٥٥٤، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٣٣٠، والبيهقي ٧/ ٦٧، وعزاه الذهبي في السير ٣/ ٣٦٦ إلى أبي يعلى. وقال في المجمع ٨/ ٢٧٠: رواه الطبراني والبزار باختصار، ورجال البزار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم وهو ثقة. وله أوجه أخرى أشار إليها البيهقي، وأوردها السيوطي في الخصائص، وله شاهد من حديث سفينة رضي الله عنه أنه شربه. أخرجه البزار وأبو يعلى وابن أبي خيثمة والبيهقي والطبراني، وقال الهيثمي ٨/ ٢٧٠: ورجال الطبراني رجال ثقات.

<<  <   >  >>