أما الحسن: فكنيته: أبو سعيد بن أبي الحسن يسار البصري -بفتح الياء وكسرها-، نسبة إلى البصرة البلدة المعروفة، -بفتح الباء، وكسرها، وضمها- الأنصاريُّ، مولاهم، مولى زيد بن ثابت، وقيل: غيره.
ويقال: إنه من سبي ميسان، وقع إلى المدينة، فاشترته الرُّبيع بنتُ النضر، عمةُ أنس بن مالك، فأعتقته، ويقال غيره.
وهو تابعي من سادات المسلمين وأكابر التابعين، ومشاهير العلماء والزهاد والمذكرين ذوي الحكم والفصاحة والآراء السديدة والملاحة.
ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
ورأى طلحةَ بنَ عبيد الله وعائشةَ أم المؤمنين، ولم يصح له سماع منهما، وسمع خلقا من الصحابة والتابعين.
قال هشام بن حسان: أدرك الحسن ثلاثين ومئة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يصح له سماع من بعضهم إلا القليل، بل رؤية، ومرسلاته صحيحة.
قال أبو زرعة: كل شيء قال الحسن: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجدت له أصلًا ثابتا، ما كان ما خلا أربعة أحاديث.
وقال ابن أبي حاتم: ولا يصح له السماع من جندب.
وقد قال في هذا الحديث الثابت: حدثنا جندب في هذا المسجد، وهو صريح في السماع، فهو أولى من قول ابن أبي حاتم، قاله المصنف في "الكمال في أسماء الرجال"، والله أعلم.
قال أيوب -يعني: السختياني-: كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث سنين، فلا يسأله عن شيء؛ هيبة له.
وقال أبو قتادة العدوي: ما رأيت رجلًا أشبه رأيًا بعمر بن الخطاب من الحسن بن أبي الحسن.
= كتاب: الإيمان, باب: غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، وهذا لفظ البخاري.