وأما صلاة الخوف: فكانت في عسفان في سنة ستٍّ من الهجرة بعد رمضان، وبها نزلت آيتها التي في النساء، وكان سبب نزولها: أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه الظهر، فندم المشركون على عدم اغتيالهم بالقتل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فعزموا على ذلك في الصلاة الآتية، فنزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال له: إنها صلاة الخوف، وتلا عليه:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ}[النساء: ١٠٢]، فعلمه صلاة الخوف، ثم صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك على أوجه في أماكن، والله أعلم.
واعلم أن صلاة الخوف رويت في الأحاديث على أوجه يبلغ مجموعها ستة
(١) رواه البخاري (٣٩٠٤)، كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع، ومسلم (٨٣٩)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الخوف، وهذا لفظ مسلم.