للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر؛ حيث إن الحديث لم يكن فيه ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أنه كان يشاهدهم في حالهم هذا؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يشاهدهم في كثير من غيبهم، إما بإلهام، وإما بنزول وحي، فما ظنك بهذه الحال، وهم مسافرون معه - صلى الله عليه وسلم -؟!

وفيه دليل على أنَّ الأشياء من الأحكام وغيرها، لم تتغير عن وضعها بنظر ولا اجتهاد، وأنَّ من اختصَّ بحال في نفسه، لا يلزم في أحكام الشرع وعموم النَّاس، والله سبحانه أعلم.

* * *

[الحديث الثالث]

عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ - رضيَ اللهُ عنهُ - قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، في شَهْرِ رَمَضَانَ، في حَرٍّ شَديدٍ، حَتَّى إنْ كانَ أَحدُنا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ، وَما فينا صَائِمٌ إلا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ - رضيَ اللهُ عنهُ - (١).

أَمَّا أبو الدرداء: فاسمه: عويمر بن زيد بن قيس، ويقال: عويمر بن عامر، ويقال: عويمر بن مالك بن عبد الله بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، ويقال: اسمه عامر بن مالك، وعويمر لقب له، وأمه مجيبة بنت واقد بن عمرو، وتأخر إسلامه قليلًا، كان آخر أهل داره إسلامًا، وحَسُنَ إسلامه، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سلمان الفارسي - رضي الله عنهما -، وكان فقيهًا عالمًا حكيمًا، شهد ما بعدَ أحد من المشاهد، واختلف في شهوده أحدًا، وولي قضاء دمشق في خلافة عثمان.

وروي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مئة حديث وتسعة وسبعون حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على حديثين، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثمانية.

روى عنه: ابن عباس، وابن عمر، وأنس، وفضالة بن عبيد، وأبو أمامة،


(١) رواه البخاري (١٨٤٣)، كتاب: الصوم، باب: إذا صام أيامًا من رمضان ثم سافر، ومسلم (١١٢٢)، كتاب: الصيام، باب، التخيير في الصوم والفطر في السفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>