للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه دليل: على أن البُرّ والشعير صنفان من المطعومات، وبه قال الشافعي، وأبو حنيفة، والثوري، وفقهاء المحدثين، وآخرون.

وقال مالك، والليث، والأوزاعي، ومعظم علماء المدينة والشام من المتقدمين: إنهما صنف واحد، وهو محكي عن عمر، وسعد، وغيرهما من السلف -رضي الله عنهم-.

وقال الليث بن سعد، وابن وهب: الدُّخنُ والأرز والشعير صنف واحد.

واتفق العلماء غيرهما على أن كل واحد من الأرز والدخن والشعير صنف واحد، والله أعلم.

* * *

[الحديث الثاني]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لا تبايَعُوا الذهَبَ بالذهَبِ إلا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَا تَبِيعُوا مِنْهَا غائبًا بِنَاجِزٍ" (١). وفي لفظٍ: "إلّا يَدًا بِيَدٍ" (٢). وفي لفظ: "إلّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثْلًا بمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ" (٣).

تقدم الكلام على أبي سعيد واسمه ونسبته وما يتعلق به، أوائل الكتاب.

وأَمّا قولُه: "وَلَا تُشِفُّوا"؛ هو بضم التاء وكسر الشين المعجمة وتشديد الفاء؛ أي: لا تفضلوا، والشِّفُّ -بكسر الشين-: الرّبَا، ويُطلق -أيضًا- على النقصان، فهو من الأضداد، يقال: شَفَّ الدرهم -بفتح الشين- يَشِفّ -بكسرها-: إذا زاد وإذا نقص، وأَشَفَّهُ غيرُه يُشِفُّه (٤).


(١) رواه البخاري (٢٠٦٨)، كتاب: البيوع، باب: بيع الفضة بالفضة، ومسلم (١٥٨٤)، كتاب: المساقاة، باب: الربا.
(٢) رواه مسلم (١٥٨٤)، (٣/ ١٢٠٨)، كتاب: المساقاة، باب: الربا.
(٣) رواه مسلم (١٥٨٤)، (٣/ ١٢٠٩)، كتاب: المساقاة، باب: الربا.
(٤) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٢٥٦)، و"شرح مسلم" للنووي (١١/ ١٠)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>