للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الباطن، كفر، والله يعلم المفسد من المصلح، وهو - سبحانه وتعالى - أعلم بكل شيء.

ومنها: التبسُّم؛ تعجبًا أو فرحًا بمن سأل عن أحكام الشرع، وأظهر ما في نفسه مما يخالف العادة في إظهاره، خصوصًا النساء؛ فإنهنَّ محلُّ الحياء، فالتعجب منهن في ذلك أكثر من الرجال؛ لشهامتهم، وجبنهن.

ومنها: ملازمة أبي بكر الصديق - صلى الله عليه وسلم -؛ ليعرف الأحكام وسماع العلم، وهذه منقبة له - رضي الله عنه -؛ فإنه كان أكثرَ الصحابة - رضي الله عنهم - مواظبةً ليلًا ونهارًا، سفرًا وحضرًا.

ومنها: حياء أهل مكة ونسائهم من الجهر بمثل ما ذكرته امرأة رفاعة.

ولا شكَّ أن الحياء في مثل ذلك مذموم، أو غير محمود؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَ النِّسَاءُ، نِساءُ الأَنْصَارِ، لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الحياءُ أَنْ يتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ" (١).

وكان خالد بن سعيد مكيًّا، ولهذا أنكر رفعَ صوتها بما ذكرته من أمرها وأمر رفاعةَ وعبدِ الرحمن بن الزبير، وقال بالنداء لأبي بكر: ألا تسمع هذه وما تجهر به عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!

ومنها: الأدب مع العلماء والحكام بعدم رفع الصوت بين أيديهم، وعند سؤالهم، خصوصًا من النساء؛ فإن رفع الصوت أقبحُ منهن من الرجال، ولهذا أنكر خالد بن سعيد جهرها، والله أعلم.

* * *

[الحديث الحادي عشر]

عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: مِنَ السُّنَّةِ إذَا تَزَوَّجَ البِكْرَ على الثَّيِّبِ، أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، وقَسَمَ، وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ، أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاَثًا، ثُمَّ قَسَمَ.

قَالَ أَبُو قِلابَة: فَلَو شِئْتُ لَقُلْتُ: إِنَّ أَنَسًا رَفَعَهُ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٢).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه البخاري (٤٩١٦)، كتاب: النكاح، باب: إذا تزوج الثيب على البكر، ومسلم (١٤٦١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>