وقوله:"حَدَّثَني بِهِنَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ولو استزَدْتُهُ، لزادَني":
هو تأكيد لثبوت ما أخبر به من العلم؛ فإنه أخذه من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماعًا من لفظه دون واسطة، وهو أرفع درجات التحمل.
ثم أخبر أَنَّه كان بمرتبة الفهم، ووعى ما سمع، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان منشرحًا لذلك، لو طلبت منه زيادة على ما حدثني، لحدثني، لكني كرهت التطويل عليه؛ لئلا يسأم مني.
وفي الحديث:
السؤالُ عن العلم، ومراتبه في الأفضلية.
وفضلُ الصلاة في الوقت، وأن أوله أفضل، وأن الصلاة أفضلُ العمل.
وفيه: فضلُ بر الوالدين، وأنه أفضلُ من الجهاد بشروطه.
وفيه: فضلُ الجهاد.
وفيه: تقديمُ الأهم فالأهم من الأعمال.
وفيه: تنبيهُ الطالب على تحقيق العلم، وكيفية أخذه.
وفيه: التنبيه على مرتبته عند الشيوخ وأهلِ الفضل؛ ليؤخذ علمه بقبول، وانشراح، وضبط، والله أعلم.
* * *
[الحديث الثاني]
عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالَتْ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الفَجْرَ، فَيشهدُ مَعه النِّسَاءُ مِنَ المؤمناتِ، متَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلى بُيُهوتهِنَّ لا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ (١).
قولها:"فيشهدُ معه النساء؛ من المؤمنات":
(١) رواه البخاري (٨٢٩)، كتاب: صفة الصلاة، باب: انتظار الناس قيام الإمام العالم، ومسلم (٦٤٥)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها.