للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن، ومسلم، والحسن البصري، وغيره، وروى له أصحاب السنن والمساند.

كان ممن اعتزل يوم الجمل، ولم يقاتل مع واحد من الفريقين، مات بالبصرة سنة إحدى، وقيل: اثنتين وخمسين، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي (١).

وأما سجستان؛ فهي بفتح السين المهملة، قاله "صاحب المطالع" (٢)، وقال السمعاني في "أنسابه" (٣): بكسر السين والجيم وسكون السين الأخرى بعدها تاء مثناة فوق مفتوحة: إحدى البلاد المعروفة بكابل، كان بها ومنها جماعة كثيرة من العلماء والمحدثين، والله أعلم.

وهذا الحديث نص في المنع من القضاء حالة الغضب؛ وذلك لما يحصل للنفس بسببه من التشويش الموجب لاختلال النظر، وعدم حصوله على الوجه المطلوب، وعداه الفقهاء بهذا المعنى إلى كل حال يخرج الحاكم فيها عن سداد النظر واستقامة الحال؛ كالشبع المفرط، والجوع المقلق، والهم والفرح البالغ، ومدافعة الحدث، وتعلق القلب بأمر، ونحو ذلك، فكل واحد مما ذكر مشوش للذهن، حامل على الغلط، ولو قضى مع واحد من الجوع والغضب، نفذ إذا ساق الحق، وكان مكروهًا؛ للنهي.

وقد قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شراج الحرة، وقال في اللقطة في ضالة الإبل: "ما لَكَ ولها؟ " (٤) في حال الغضب، وكأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما خص الغضب بالنهي عن


(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٧/ ١٥)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٨/ ١١٢)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٨/ ٤٨٩)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٤١١)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٥٣٠)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٦٢/ ٢٠١)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٥/ ٣٣٤)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٤٨٦)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٣٠/ ٥)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٥)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٦/ ٤٦٧)، و "تهذيب التهذيب" له أيضًا (١٠/ ٤١٨).
(٢) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٢٣٤).
(٣) انظر: "الأنساب" للسمعاني (٣/ ٢٢٥).
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>