للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا قول الأكثرين. وقال عقبة: ستة أميال أو سبعة (١).

والثنية: الطريق في الجبل. وسميت ثنية الوداع؛ لأنها موضع وداع المسافرين من المدينة، يودعهم مشيعوهم بها.

وقيل: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودع بها بعض من خَلَّفَه على المدينة في إحدى خرجاته.

وقيل: بعض سراياه المبعوثة.

والصحيح: الأول؛ فإنه اسم قديم جاهلي لهذه الثنية.

وقد قال نساء الأنصار حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع (٢).

وقوله: "من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل"، زريق -بتقديم الزاي وضمها، وبعدها راء-: بطن من الأنصار من الخزرج، نسب إليه جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - وغيرهم.

والميل؛ حيث أطلق المراد به في المسافات: ألف باع، والباع: أربعة أذرع، والذراع أربعة وعشرون إصبعًا، والأصبع ستُّ شعيرات، بطنُ حبة إلى ظهر أخرى، والشعيرة ست شعرات من شعر البغل، أو ما قام مقامه، والله أعلم.

وفي الحديث أحكام:

منها: جواز المسابقة بين الخيل.

ومنها: تضميرها.

وهذان الحكمان، لا خلاف فيهما.

واختلف الناس في المسابقة بين الخيل، فقيل: هي سنّة، وقيل: من باب المباح، والله أعلم.


(١) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٢٠)، و"شرح مسلم" للنووي (١٣/ ١٤)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (١/ ٤١١).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٧/ ٢٦١)، والتعليق على هذه الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>