ولها أسماء: المدينةُ، والدار؛ لأَمْنِهَا والاستقرار بها.
وطَيْبَة، وطَابةُ؛ من الطِّيب؛ وهي الرائحةُ الحسنة، والطابُ، والطيبُ: لغتان.
وقيل: من الطيب، وهو الطاهر؛ لخلوصها من الشرك، وطهارتها.
وقيل: من طيب العيش بها.
وفي "صحيح مسلم": أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"إِنَّ اللهَ تعالى سَمَّى المدينةَ طابة"(١).
ويقال لها: يَثْرِبُ، والعذراءُ، وجابرةُ، والمجبورةُ، والمحبةُ، والمحبوبةُ، والقاصمةُ؛ لأنها قصمتِ الجبابرةَ، ولم تزلْ عزيزةً في الجاهلية، تمنَّعت على الملوك السالفة، وغيرهم، أعزَّها الله تعالى برسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: لم يُعْبَد بها صنم قط.
ثم اعلم: أَنَّ كثرةَ الأسماءِ تدل على شرف المسمَّى؛ ولهذا كثرت أسماء الله تعالى، وأسماء رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
واعلم أنَّ الأصوليين اختلفوا في أنَّ: الاسمَ غيرُ المسمى، أو هو هو، وذلك في غير اسم الله تعالى، وأمَّا الله - سبحانه وتعالى -، فلا يجوز إطلاقُ ذلك عليه؛ بل هو -سبحانه- واحدٌ في ذاته، وصفاته، ومخلوقاته، وذاته.
وأسماؤه قديمة، لا يقال: هذا هذا، ولا هذا غير هذا؛ بل نطلقه كما أطلقه سبحانه، لا إله إلا هو، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوًا كبيرًا.
وقوله:"فَانْخَنَسْتُ"؛ أي: انقبضتُ راجعًا.
والانْخِنَاسُ: الانقباضُ، والرجوعُ، يقال: خَنَسَ، لازمًا ومتعديًا، فمن
(١) رواه مسلم (١٣٨٥)، كتاب: الحج، باب: المدينة تنفي شرارها، من حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه -.