وهو من أكثر الصحابة حديثًا، رُوي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألف حديثٍ ومئةُ حديثٍ وسبعون حديثًا؛ اتفق البخاري ومسلم على: ستة وأربعين حديثًا، وانفرد البخاري: بستةَ عشرَ حديثًا، ومسلمٌ: باثنين وخمسين حديثًا.
وروى عنه من الصحابة: عبدُ الله بنُ عمر، وجابرُ بنُ عبد الله، وزيدُ بنُ ثابت، وعبدُ الله بنُ عباسٍ، وأبو أمامةَ سهلُ بنُ حُنيفٍ، وخلقٌ كثير من التابعين.
وكان ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وخمسة على: ألا تأخذهم في الله لومة لائم، منهم: أبو ذر، وسهل بن سعد، وعبادة بن الصامت.
وروى حنظلةُ بنُ أبي سفيانَ الجمحيُّ، عن أشياخه قالوا: لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفقهَ من أبي سعيد، وفي رواية: أعلم.
وروى له: أصحاب السنن والمساند.
مات بالمدينة يومَ جمعة، سنةَ أربعٍ وستين، وقيل: وسبعين؛ وهو ضعيف، ابنَ أربعٍ وسبعين سنة، ودفن بالبقيع.
وأما الخُدْرِيُّ -بضم الخاء المعجمة، وسكون الدال المهملة، وبالراء، ثم ياء النسب-، فنسبة: إلى خُدرة جد من أجداده، وخدرة، وخدارة: أخوان بطنان من الأنصار، أبو مسعود الأنصاري: من خدارة، وأبو سعيد: من خدرة؛ وهما: ابنا عوف بن الحارث بن الخزرج.
قال أبو عمر بن عبد البر: كان أبو سعيد من الحفاظ، المكثرين، العلماء، الفضلاء، العقلاء (١).
(١) وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" للبخاري (٤/ ٤٤)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ١٥٠)، و"المستدرك" للحاكم (٣/ ٦٥٠)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٦٠٢)، و"تاريخ بغداد" للخطيب (١/ ١٨٠)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٢٠/ ٣٧٣)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (١/ ٧١٤)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٦/ ١٣٨)، و" تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥١٨)، و "تهذيب الكمال" للمزي (١٠/ ٢٩٤)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ١٦٨)، و "تذكرة الحفاظ" له أيضًا (١/ ٤٤)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٣/ ٧٨)، و "تهذيب التهذيب" له أيضًا (٣/ ٤١٦).