للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن سلول، والله أعلم، وكذلك كل ما أشبه ذلك، والله أعلم.

وأمَّا إذا كان بين علمين ليس الثاني منهما أبا للأول، بل أمه، فإنه لا يكتب بالألف، ولا ينصرف الثاني، فلا يجر ولا ينون، بل يكون مفتوحًا، ويكون الفتح علامة للجر، إلا إذا أضيف، فإنه يجر، ولا ينون؛ كمحمد بن حبيبَ صاحبِ كتاب "المحبر في المختلف والمؤتلف في قبائل العرب"، فإن حبيبَ أمه، فلا ينصرفُ؛ للتأنيث، والعلمية، ومثله محمد بن شرفَ القيرواني الشاعر المجيد، فإن شرفَ أمُّه، ولذلك نظائر كثيرة، والله أعلم.

روى البخاري ومسلم لعبد الله بن مالك ابن بحينة أربعة أحاديث.

روى عنه الأعرجُ، وحفص بن عاصم بنِ عمرَ بن الخطاب، وابنُه عليُّ بن عبد الله ابنِ بُحينةَ، وروى [له] أصحاب السنن والمساند، والله أعلم (١).

قوله: "فرّج بينَ يديه" بتشديد الراء؛ يعني: رفعَهما عن جنبيه حال وضع كفيه على الأرض وبعدَه، حتى يرفع من السجود، ويسميه الفقهاء: مجافاة المرفقين عن الجنبين، ويسمى -أيضًا-: تحوية.

وقوله: "حتى يبدو بياض إبطيه"؛ يعني: يبالغ في رفع مرفقيه وساعديه عن الأرض مبالغة بحيث يَرى الأجنبي بياضَ إبطيه لشدة رفعهما، والمعنى فيه:


(١) وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ١٠)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٥/ ١٥٠)، و"الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (٢/ ١٥٦)، و"الثقات" لابن حبَّان (٣/ ٢١٦)، و"المستدرك" للحاكم (٣/ ٤٨٦)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٣/ ٣٧٢)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٧/ ١٢٤)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٥/ ٧١٢)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٥/ ٣٣٣).
قلت: وما ذكره المؤلف -رحمه الله- من أعلام نسبت إلى أمهاتها، فلعله استفاده من شيخه النووي، في "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ١٠٤)، فقد ذكر فصلًا قال في أوله: يقال لمحمد هذا: ابن الحنفية، ويقال: محمد بن علي ويقال: محمَّد بن علي ابن الحنفية فينسب إلى أبيه وأمه جميعًا، فعلى هذا يشترط أن ينون علي، ويكتب ابن الحنفية بالألف، ويكون إعرابه إعراب محمد؛ لأنه وصف لمحمد، لا لعلي، ولهذا نظائر، وقد أفردتها في جزء منها: عبد الله بن مالك ابن بحينة، مالك أبوه، وبحينة أمه،. . . . إلى آخر كلامه -رحمه الله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>