للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمن الرحيم؛ قبل فاتحة الكتاب، وبعدها، ويقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس، وقال أنس: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رواه الحاكم أبو عبد الله، وقال: رواة هذا الحديث كلهم ثقات (١).

ومن صحيحها -أيضًا-: حديث نعيم بن عبد الله المجمر قال: كنت وراء أبي هريرة، فقرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ثم قرأ بأُمِّ القرآن، حتَّى بلغ: ولا الضالين، ثم قال: آمين، وقال النَّاس: آمين، ويقول كما سجد: الله أكبر، وإذا قام من الجلوس: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده! إنِّي لأشبهُكم صلاةً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رواه الدارقطني، بأسانيد كل رجالها ثقات (٢).

ومن صحيحها ما رواه الدارقطني بإسناد كلهم ثقات:

عن أنس - رضي الله عنه - قال: صلَّى معاويةُ بالمدينة صلاة، فجهر فيها بالقراءة؛ فلم يقرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لأم القرآن، ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها، ولم يكبر حتَّى يهوي، حتَّى قضى تلك الصَّلاة، فلما سلم، ناداه من سمع ذلك من المهاجرين، والأنصار، من كل مكان: يا معاوية! أسرقت الصَّلاة، أم نسيت؟! قال: فلم يصلِّ بعد ذلك، إلَّا قرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لأم القرآن، وللسورة التي بعدها، وكبر حتَّى يهوي ساجدًا (٣).

فهذه أحاديث صحاح ثابتة مثبتة للبسملة، والجهر بها؛ فهي مقدمة على الأحاديث بنفيها، ولا يلزم من عدم سماع أنس للبسملة، والجهر بها؛ عدمُ ثبوتها، والجهر بها.


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٨٥٤)، والدارقطني في "سننه" (١/ ٣٠٨).
(٢) رواه الدارقطني في "سننه" (١/ ٣٠٥)، ورواه أيضًا: النَّسائيّ (٩٠٥)، كتاب: الافتتاح، باب: قراءة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وابن خزيمة في "صحيحه" (٦٨٨)، وابن حبان في "صحيحه" (١٧٩٧).
(٣) رواه الإمام الشافعي في "مسنده" (ص: ٣٦)، ومن طريقه الدارقطني في "سننه" (١/ ٣١١)، والحاكم في "المستدرك" (٨٥١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>