للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإسلام باستكمال عشر سنين، وقيل: كان أكبر منه باثنتي عشرة سنةً، وقال ابن حبَّان: ثلاث عشرة سنةً.

وكان غزيرَ العلم، مجتهدًا في العبادة، وكان كثيرَ كتابةِ العلمِ والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكثرُ أقرانه حملًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو هريرة أكثر رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، وتقدم في الحديث قبله سبب ذلك.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نِعْمَ أَهْلُ البَيْتِ عَبْدُ اللهِ وأَبُو عَبْدِ الله وَأُمُّ عَبْدِ الله" (١)، وهو ممِنْ حَفِظ القرآن أجمع على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقرأ كتب الأولين؛ التَّوراة والإنجيل، ومناقبه كثيرة جدًّا، وله حكم ومواعظ.

روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مئة حديث، اتفقا على سبعة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين حديثًا؛ وروى عنه جماعة من التَّابعين، وروى له أصحاب الكتب السِّتَةِ، ومات بمكة، وقيل: بالطَّائف، وقيل: بمصر، وقيل: بالشَّام، قال أبو حاتم بن حبَّان: كان يسكن مكة، ثم خرج إلى الشَّام، وأقام بها، ومات بمصر، ويقال: مات بعجلان -قرية من قرى الشّام بالقرب من غَزَّة من بلاد فلسطين- ليالي الحرَّة- في ولاية يزيد بن معاوية، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين، وكان له يوم مات اثنتان وسبعون سنةً، وقد قيل: مات سنة خمس وستين، ومنهم من زعم أَنَّه مات سنة تسع وستين، والأول أصحُّ، هذا آخر كلامه (٢).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ١٦١)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٧٩٨)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (٦٤٦)، والشاشي في "مسنده" (١٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٦/ ١٣٩)، من حديث طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -. وفي الباب: عن عقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -.
(٢) انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٤/ ٢٦١)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٥/ ٥)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٢١٠)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ٩٥٦)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٣١/ ٢٣٨)، و "أسد الغابة" لابن الأثير (٣/ ٣٤٥)، و "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ٢٦٤)، و "تهذيب الكمال" للمزي (١٥/ ٣٥٧)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٧٩)، و "تذكرة الحفاظ" له أيضًا (١/ ٤١)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>