للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتابع الناس، وقال لهم: لست بخيركم، فإن نسيتُ فذكروني، وإن اعوجَجْتُ فقوموني (١).

فانظر إلى ما جمع تعالى له من التوحيد والتشريع والشجاعة، والثبات، والفهم الثاقب، والعلم الراسخ، واليقين الصادق، والصبر الجميل، إلى غير ذلك من الصفات الحميدة، والعطايا الفريدة، رضي الله عنه وأرضاه، ولهذا وزن الأمة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجحَها، ولهذا قال علي - رضي الله عنه -: من قال: إن أحدًا كان أحقَّ بالخلافة من أبي بكر - رضي الله عنه -، فقد أعظم الفريةَ، وخَطَّأَ أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: واللهِ الذي لا إله إلا هو! لولا أنَّ أبا بكرٍ استُخْلِفَ، ما عُبِدَ اللهُ، فقيل له: مَهْ يا أبا هريرة! ما تقول؟ فأقام الحجة، وأوضح المحجة، حتى صدقوه فيه، وشَهِدوا له بما ذكره فيه (٢).

وقال علي - رضي الله عنه -: رحم اللهِ أبا بكر، أول من جمع ما بين اللوحين (٣).

وقال: لا يفضِّلُني أحدٌ على أبي بكر وعمرَ إلا جلدتُه جلدَ المفتري (٤).

وقال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: ولينا أبو بكر فخير خليفة، أرحمه بنا، وأحناه علينا (٥).


(١) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٧٠٢)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٢١٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٠/ ٣٠٣).
(٢) رواه البيهقي في "الاعتقاد" (ص: ٣٤٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢/ ٦٠).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٠٢٢٩)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ١٩٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٠/ ٣٨٠).
(٤) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٥٧٥)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص: ٣٥٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٦/ ٣٤٣).
(٥) رواه الإمام الشافعي في "الأم" (١/ ١٦٣)، والحاكم في "المستدرك" (٤٤٦٨)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (٧/ ١٢٩٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣/ ٣٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>