للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما المنبر: فهو بكسر الميم، مشتق من النبر، وهو الارتفاع، ولا شك أن منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ثلاث درجات، إحداها المقام، وهو الذي قام عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة.

وقوله: "ثم رفع" وهو بالفاء؛ أي: رفع رأسه من الركوع.

وقوله: "فنزل" أصل موضوع الفاء للتعقيب، لكن تعقيب كل شيء بحسبه، والمراد النزول: بعد رفعه من الركوع.

وقوله: "القهقرى" هو المشي إلى خلف، وإنما فعل ذلك لئلا يستدبر القبلة.

وقوله: "حتى سجدَ في أصلِ المنبر"؛ أي: على الأرض إلى جنب الدرجة السفلى.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولتعلَّموا صلاتي" هو بفتح العين واللام المشددة؛ أي: تتعلموا؛ بين - صلى الله عليه وسلم - أن صعوده المنبر وصلاته عليه إنما كان للتعليم؛ ليرى جميعهم أفعاله - صلى الله عليه وسلم -، بخلاف ما كان على الأرض؛ فإنه لا يراه إلا بعضهم ممن قربَ منه.

وقوله: "وفي لفظ: صلَّى عليها، ثم كبر عليها، ثم ركع وهو عليها" الضمير في عليها في المواضع الثلاثة عائد إلى الدرجة الثالثة، وهي أعلى المنبر، وهي بعض من المنبر، وإن لم يكن لها ذكر؛ لدلالة المعنى عليها.

وفي هذا الحديث فوائد:

منها: استحباب اتخاذ المنبر.

ومنها: استحباب كون الخطيب ومَنْ في معناه على مرتفَع من الأرض؛ كمنبر أو كرسي ونحوهما.

ومنها جواز الفعل القليل في الصلاة.


= و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٢٦/ ٢٦١)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٢/ ٥٧٥)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ٢٢٧)، و"تهذيب الكمال" للمزي (١٢/ ١٨٨)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٤٢٢)، و"الإصابة في تميز الصحابة" لابن حجر (٣/ ٢٠٠)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٤/ ٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>