للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلائل إلاّ (وقد ثارت فتنة يونس مع أخيه والباشا أبيه) (٦٥) فأمر الباشا (٦٦) بإطلاقهما فنزلا على القائد أبي عبيد، فأكرم نزلهما وأحسن مثواهما لما يعرف من فضلهما حين كان قائدا قبل محمّد السّيالة بصفاقس، فكان بعض النّاس (٦٧) يرى أنّ محنة الباشا جرت عليه من إمتحانهما {كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً} (٦٨).

ثمّ لم تنفصل الفتنة إلاّ وقد حضرت منيّة الشّيخ الخطيب - رحمه الله - فنقل لبلده سنة نيف وستين (٦٩). وأطلق سراح القاضي ورجع إلى بلده.

وألّف الشّيخ الخطيب عدّة تآليف لم تشتهر، وأخذ عنه عدّة تلاميذ ممّن تقدّم نسبتهم لسيدي أحمد النّوري وغيرهم كأولاده الثلاثة: الشّيخ أبي عبد الله محمّد / وتولّى القضاء ثمّ الفتوى وتوفّي على ذلك، والشّيخ أبي زيد عبد الرّحمان وتولّى الخطابة والقضاء ثمّ الفتوى، وتوفّي على ذلك، والشّيخ أبي محمد سيدي عبد السّلام.

ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الفراتي:

ولمّا كانت سنة تسع وستين ومائة وألف (٧٠)، ولّى الباشا - رحمه الله تعالى - الخطبة الشّيخ أبا زيد سيدي عبد الرّحمان أخا الشّيخ الخطيب الذي عزله الباشا وردّ عليه جميع مرتبات أخيه، وكان رجلا غلب (٧١) عليه الإعراض عمّا فيه النّاس، فينسج القماش بيده فيقتات من كدّ يمينه، وكان فقيها واعظا محدّثا خطيبا مفتيا رقيق القلب، قلّما (٧٢) خطب إلاّ وبكى (٧٣). له معرفة بالسّير والأخبار وأحوال النّاس، وأكثر انكبابه (٧٤) على علوم الحديث، فشرح مسلم بشرح مات وهو في مسودّته، وبيض منه نسخة لسيدي علي باي إبن سيدي حسين - رحمه الله - وشرح عقيدة والده، وجعل حاشية على موطّا إمامنا مالك - رحمه الله - (٧٥).

وتوفّي أواخر شعبان سنة إحدى وثمانين ومائة وألف (٧٦).


(٦٥) في ط: «وقد ثارت فتنة بتونس مع الباشا وابن أخيه».
(٦٦) ساقطة من بقية الأصول.
(٦٧) ساقطة من بقية الأصول.
(٦٨) مستوحاة من سورة الإسراء: ٥٨.
(٦٩) بعد قليل من سنة ١٧٤٧ م.
(٧٠) ١٧٥٥ - ١٧٥٦ م.
(٧١) ساقطة من بقية الأصول.
(٧٢) في بقية الأصول: «كلما».
(٧٣) في ش: «بكا».
(٧٤) في ش وب: «اكبابه».
(٧٥) ساقطة من ش.
(٧٦) جانفي ١٧٦٨ م.