كتاب نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار

الباب الثالث: في الكلام على بقية الغرب الأوسط وجميع الغرب الأدنى - لبدة - ج: 1 - ص: 145

[لبدة]

وكانت مدينة لبدة كثيرة العمارة مشتملة على الخيرات، وهي على بعد من البحر، فتسلّط بدو الأعراب عليها وعلى أرضها فغيّرت ما كان بها من النعم، وأجلت أهلها إلى غيرها / فلم يبق منها (إلاّ) (٣٠٢) قصران كبيران، وعمارهما قوم من هوارة البربر، ولها على نحر البحر قصر كبير عامر (٣٠٣) آهل (٣٠٤) به صناعات وسوق عامرة، وفي لبدة نخل كثير، وزيتون.

[الطريق الساحلي من لبدة إلى الإسكندرية]

ومن لبدة إلى قصر بني حسن سبعة عشر ميلا، ومنه إلى قصر باكرو (٣٠٥) ميل واحد وهو مرسى حسن يكنّ من كل الرّياح، ومنه إلى قصر هاشم إلى قصر سامية اثنا عشر ميلا.

ومن قصر سامية إلى سويقة ابن مثكود (٣٠٦) اثنا عشر ميلا.

ومن السويقة إلى طرف قانان المشهور عشرون ميلا.

فمن طرابلس إلى طرف قانان روسية مائة وثمانون ميلا، وعلى التقوير مائتان وعشرة أميال. والسويقة تنسب إلى ابن مثكود، ويسكنها وما حواليها قبائل من هوارة البرابر (٣٠٧) وبها سوق (٣٠٨) مشهورة مشهودة، وهي قصور كثيرة وأهلها يحرثون الشعير (٣٠٩) والعرب يخزنون بها طعامهم.

(وبقية هذه المراسي إلى الاسكندرية على أن نبتدئ من الاسكندرية إلى ما وقفنا عليه) (٣١٠) أن نقول (٣١١): فمن الاسكندرية إلى مرسى الكنائس ثلاث مجار.

---

(٣٠٢) ساقطة من ش.
(٣٠٣) كذا في ن. م. ساقطة من ش.
(٣٠٤) بعدها في ت وش: «بأهله» أسقطناها طبقا لبقية الأصول ون. م. وللتخفيف ص: ١٣٠.
(٣٠٥) في الأصول: «باكور» والمثبت من ن. م. ص: ١٣٠.
(٣٠٦) في الأصول: «بني مذكور» والمثبت من ن. م. ص: ١٣٠. وفي بعض نسخ نزهة المشتاق «منكود ومكثود» انظر هامش ص: ١٣٠.
(٣٠٧) في ط: «برابر»، وفي ن. م.: «برابر تحت طاعة العرب».
(٣٠٨) في ت: «أسواق».
(٣٠٩) بعدها في ن. م.: «على السقي» ص: ١٣٠.
(٣١٠) هنا يرجع المؤلف إلى حيث خالف الادريسي في ترتيبه ليواصل نقله من نزهة المشتاق فيما يتعلق بسواحل الإسكندرية الموجود في الجزء الرابع من الإقليم الثالث من ترتيب الإدريسي، أنظر ص: ١٣٧ وما قبلها.
(٣١١) يقول المؤلف نقلا عن الادريسي بتصرف، ص: ١٣٧.