للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«واستكتب (١٩) أبا عبد الله محمد بن أحمد بن نخيل (٢٠) المشهود له بالجود وحسن الوساطة والتدبير واصلاح الأحوال، ورتّب الأجناد، واخترع زمام التضييف للوفود، وكان يجلس كل يوم سبت لمسائل النّاس في القصبة «وأول جلوسه يوم السبت العاشر من شوال سنة ثلاث وستمائة» (٢١).

وكان عالما فاضلا شجاعا محسنا ذكيا فطنا.

توفي (٢٢) يوم الخميس غرة محرم سنة ثماني عشرة وستمائة (٢٣) بتونس، ودفن بقصبتها (٢٤) بعد صلاة الصبح.

[أبو العلا ادريس.]

فتولى بعده السّيد أبو العلا ادريس بن يوسف بن عبد المؤمن من الموحدين، وتوفي بتونس في شهر شعبان من سنة عشرين وستمائة (٢٥)، وكان ابنه السّيد أبو زيد المشمر بالقيروان فلما بلغه مهلك أبيه انكفأ راجعا الى تونس، ولما خرج العادل من الأندلس حين خلع عبد الواحد بن يوسف عبد المؤمن أخا المنصور المخلوع، وعقد البيعة للعادل صاحب مرسية - حسبما مرّ - جاز العادل الى العدوة فلقيه أبو محمد عبد الله المعروف (٢٦) بعبّو ابن الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص الذي استخلفه النّاصر فولاّه افريقية وكتب للسّيد أبي زيد المشمّر ابن عمه أبي العلا ادريس بالقدوم عليه بمراكش، فارتحل ووصل أبو محمد عبّو لتونس، فأبو محمد عبد الله عبو هو ثاني الحفصيين، فقدم لتونس وبين يديه أخوه المولى الأمير أبو زكرياء يحيى يوم السبت سابع عشر ذي القعدة من عام


(١٩) نقل من تاريخ الدولتين ص: ١٨.
(٢٠) في الأصول وفي المؤنس: «ابن بخيل» والمثبت من تاريخ الدولتين ص: ١٨ وغيرها. وهو محمد بن ابراهيم بن عبد العزيز بن نخيل الأندلسي، أبو عبد الله، نزيل تونس، الأديب، الكاتب، المؤرخ. أنظر مثلا ترجمته محمد محفوظ: تراجم المؤلفين. . .٥/ ٢٥.
(٢١) ١٠ ماي ١٢٠٧ م وما بين الظفرين أخذه من رحلة التجاني ص: ٣٦٣.
(٢٢) تاريخ الدولتين ص: ١٩.
(٢٣) ٢٥ فيفري ١٢٢١ م.
(٢٤) داخل القصبة قرب مغارة كان يتعبد فيها، ولم تزل معروفة يتبرك بها، ويزار قبره إلى عهد الزركشي، وعفاه الترك في وقائع القصبة. (إتحاف أهل الزمان لابن أبي الضياف) ٢/ ١٢٧، ط. وزارة الشؤون الثقافية تونس ١٩٦٣.
(٢٥) سبتمبر ١٢٢٣ م.
(٢٦) ساقطة من ش.