للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسقى الغمام ثرى يحلّ ببطنه ... فيه لكم متقدّس الجثمان

ما ناحت الثّكلى وحولق موجع ... وتناوحت ريح على الأفنان (٣٥٦)

ورآى الورى شأن امرئ برثائكم ... يعلو وأبكى نائح الورشان.

وتولّى مشيخة المدرسة بعده نجلاه المتقدّما الذكر، ثم انتقلا لرحمة الله تعالى شهيدين بالطاعون سنة تسع وتسعين ومائة وألف (٣٥٧).

ترجمة الشّيخ أحمد بن أحمد الشّرفي:

فتولّى مشيختها بعدهما الشيخ الإمام الهمام العمدة الثقة الثبت الحجّة أبو العباس سيدي أحمد ابن سيدي أحمد الشرفي المفتي المقدّم الذكر، نال من العلوم الدينية الحظ الأوفر عربية بأنواعها وفقها وحديثا وتفسيرا وأصولا وتوحيدا وقراءة وتجويدا وحسابا وفرائض وميقاتا، وحاز سياسة أبيه وسيرته الحسنة بل فوق ذلك، وفاق أهل العصر في الفتاوى والأحكام والتّوثيق، ومع ذلك فهو متحمّل للأذى، صفوح عن الزّلاّت، حاز رياسة بلده لقيامه بنوازلهم ومعضلات وقائعهم، وله زيادة اشتغال بالعلم، فيعلم بالمدرسة والجامع الأعظم.

تفقّه وأخذ العلم عن شيخه الشيخ سيدي طيب وشقيقه الشيخ سيدي حسن المذكورين أولا وغيرهما ببلده، ثم ارتحل لتونس سنة سبع وستين ومائة وألف (٣٥٨)، وأقام بها سبع سنين، فأخذ عن الشيخ أبي عبد الله سيدي محمد الغرياني، وشيخنا سيدي عبد الله السوسي، وشيخنا سيدي محمد الشحمي، وشيخنا سيدي قاسم المحجوب، ومن في تلك الطبقة من علماء تونس / وعن الشيخ أبي عبد الله سيدي محمد الهدة السوسي حين إقامته بتونس، وأخذ القراءات والتجويد عن الشيخ سيدي حمودة إدريس التونسي، وله شرح على أبيات نظمها شيخه المذكور في توجيه أوجه الآن (بسورة يونس إذ ركبت مع «آمنت به» على قراءة الإمام نافع من رواية ورش من طريق الأزرق (٣٥٩)


(٣٥٦) كذا في التقريرات وفي الأصول: «الأفقان».
(٣٥٧) ١٧٨٥ م.
(٣٥٨) ١٧٥٤ م.
(٣٥٩) وجعل لذلك جدولا.