للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الزكاة، فظهر لهم الشيخ بصورة أسد ضارّ (٥٢٠)، وكلّما ضرب واحدا منهم بيده زهقت روحه، وظهر أصحابه بصورة النّيران المحرقة، كلّ من قرب منهم إحترق، فمن ذلك الوقت سمّي الشّيخ صيد (٥٢١) عقارب لأنّ بعض البوادي (٥٢٢) يسمّون الأسد صيدا.

ترجمة الشّيخ نصير بن حامد، حفيد صيد عقارب:

ومن أجلّ أحفاد الشّيخ سيدي إبراهيم ولد ولده سيدي نصير بن حامد بن إبراهيم بن يعقوب، وهو مشهور معروف، وله مكاشفات وأخبار عن أمور قبل وقوعها فتقع على نحو ما يخبر، وله بذلك أنظام كثيرة ولا يعرف أحد وقتها إلاّ بعد وقوع الواقع الموعود به، فإذا أطّبق على ما ذكر طابقة، ولم (٥٢٣) نعرف للشيخ ولا لحفيده سنة معينة لوفاتهما لعدم معرفة البوادي للتّاريخ، وعدم الإعتناء، لكن يعرف تقريب تاريخه من تاريخ أستاذه العبيدلي وهو من أهل القرن الثامن.

[ترجمة الشيخ سيدي عبد الله]

ومن أعيان أتباع الشّيخ وأعزّ أصحابه سيدي عبد الله، والبوادي يكسّرون العين من لفظه، وضريحه قريب من ضريح الشّيخ من ناحية الغرب بينهما قدر مرأى / العين، والسّتّون مدفونون بهنشير السّتّين، وهو معروف عندهم، وممّا هو متواتر مشهور خروج الكور من ضريح الشّيخ سيدي إبراهيم فيرمي بها وبالرخام، قال من شاهد ذلك: يخرج من ضريح سيدي عبد الله شهاب من نار تضيء له الأرض في ظلمة الليل، فإذا وصل إلى قبّة ضريح سيدي إبراهيم تزلزلت الأرض ويخرج الكور من الضّريح، ووقوع ذلك دليل على وقوع الفتن والحروب.

وممّا شاع واشتهر وصار من المسلّم عند الخاص والعام حتّى صار كالمشاهد بالعيان أنّ بعض أهل صفاقس أنشأ قرب الشّيخ أواخر القرن الثّاني عشر مقثاة بها دلاّع (٥٢٤)، وأقام


(٥٢٠) في الأصول: «ضاير».
(٥٢١) كلمة عامية للأسد.
(٥٢٢) بل والمدن أيضا.
(٥٢٣) في بقية الأصول: «ولا».
(٥٢٤) كلمة عامية للبطّيخ الأخضر.