للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدّثني أبو علي فضل الصّفاقسي أيضا قال: كنّا بزويلة جلوسا مع الشّيخ في مسجد ورجل جندي ينظر إلينا من كوّة في المسجد، ثمّ إنه سار وعاد ينظر، ثمّ مضى، وقام الشّيخ وقمنا معه، فلمّا جلس في الدّار ساعة دعا (٤٠٢) بفقير كان عنده فقال له: يا سليمان سر إلى المسجد الذي كنّا فيه وانظر حصره، فمضى الفقير ثمّ عاد وقال: يا سيدي ما فيه حصر، فبعد ساعة طويلة سمعنا مناديا ينادي على رأس مقطوع: هذا جزاء من فعل كذا، فأخرج الشّيخ رأسه من طاق في الدار، ونظر فقال: هذا رأس ذلك الرجل الذي كان ينظر إلينا في المسجد، فلمّا خرجنا أخذ حصر المسجد يشرب عليها أصحابه الخمر ففعل الله به هذا.

قال (٤٠٣): وتولّى الشّيخ أبو يوسف القطابة، حدّث الشّيخ حزام المدفون بالمرسى قرب مدينة تونس قال: لمّا زار الشيخ أبو يوسف والشّيخ أبو محمّد عبد العزيز أبا مدين ببجاية قال لبعض أصحابهما: احتفظوا بهذين (٤٠٤) فإنه تكون لهما القطابة (٤٠٥) سبعة أعوام بهما شركة، قال: تكون للأوّل، فإذا مات يكون الأمر للّذي يبقى بعده بقدر ما تخلّف بعده، فتوفّي الشّيخ أبو يوسف بالمحرّم من عام واحد وعشرين وستّمائة (٤٠٦)، وتوفّي الشّيخ أبو محمّد في شهر رجب من ذلك العام.

ودفن الشيخ أبو يوسف بالقيروان قرب الإمام أبي الحسن القابسي.

ترجمة الشّيخ عبد الواحد إبن التّين:

ومن مشايخ صفاقس / المشهورين سيدي عبد الواحد ابن التين شارح البخاري، شهرته تغني عن التّعريف بفضله، وشرحه (٤٠٧) مشهور، وله فيه اعتناء زائد بالفقه مع


(٤٠٢) في ش: «دعى».
(٤٠٣) المعالم ٣/ ٢٢٧.
(٤٠٤) الشيخين.
(٤٠٥) في ش وت: «قطيبة».
(٤٠٦) جانفي - فيفري ١٢٢٤ م.
(٤٠٧) «يسمّى المخبر الفصيح الجامع لفوائد مسند البخاري الصّحيح»، يوجد الجزء الرّابع منه في المكتبة الوطنية بتونس (مكتبة ح. ح. عبد الوهاب)، وسمعت من بعض أهل العلم أنّه يوجد كاملا في مطماطة. (م. محفوظ).