للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسافر لتونس فأقام بها مدّة يقرئ بجامع الزّيتونة تفسير الكتاب العزيز فهرعت (٨٢٧) إليه العامة والخاصة، فيجلس القريب ويقف البعيد، قال من شاهد مجلسه: رأيت القائم أكثر من القاعد لأنّه - رحمه الله تعالى - كان متمكّنا من علوم العربية والحديث والسّير والأحكام الشرعيّة والعلوم الأدبية والتاريخ وأيّام النّاس، فبقي كذلك إلى أن أدركته وفاته بتونس سنة نيف وخمسين ومائة وألف (٨٢٨)، فنقل ودفن بجانب والده.

ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المؤخّر:

ولنرجع إلى بيان حال من أخذ على سيدي علي غير ولده أحمد، فأمّا الشّيخ أبو الحسن علي المؤخّر (٨٢٩) التّميمي (٨٣٠) فتولّى إمامة مقام الشّيخ سيدي أبي الحسن اللخمي فاشتغل فيه بالتّدريس والتّجويد وكان رجلا محقّقا، من أكبر تلاميذ الشّيخ النّوري، وأخذ أيضا عن الشّيخ سيدي عبد العزيز الفراتي، فشرح عقيدة الشّيخ / النوري (٨٣١) بشرح لطيف مناسب للمبتدئين، وشرح جوهرة التّوحيد (٨٣٢)، وشرح ألفية الجلال السيوطي (٨٣٣) في النّحو.

وكان ملازما لمقام الشّيخ اللخمي، قال شيخنا سيدي عبد الله السوسي - رحمه الله تعالى - قدمت من تونس لصفاقس عند توجهي لسيدي إبراهيم الجمّني بجربة فسألت عن الشّيخ النوري للزيارة، فأخبرت بوفاته، فسألت عن أكبر تلاميذه فأرشدت للشّيخ المؤخّر بمقام الإمام اللخمي، فذهبت لزيارته فوجدته بالمسجد وقد فقد إحدى كريمتيه،


(٨٢٧) في الأصول: «فأهرعت».
(٨٢٨) سنة ١١٥١/ ١٧٣٨ م كما في شجرة النّور الزّكيّة ص: ٣٤٤.
(٨٢٩) علي بن محمد بن محمد المقدم الملقّب بالمؤخر التميمي.
(٨٣٠) ساقطة من ط.
(٨٣١) هذا الشّرح يسمّى: «مبلغ الطالب إلى معرفة المطالب» ألفه في حياة شيخه وذلك بعد شرح جوهرة التوحيد، إعتمد على الشّرحين السّابقين له وهما شرح أحمد الفيومي الغرقاوي، وشرح علي بن أحمد الحريشي (مصغر) الفاسي، توجد منه نسخة ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من المكتبة العبدلية كما يوجد بها قطع منه.
(٨٣٢) وهذا الشرح يسمّى «تقريب البعيد إلى جوهرة التوحيد»، توجد قطعة منه بخطه في المكتبة الوطنية.
(٨٣٣) توجد منه قطعة مسودة بخطه في المكتبة الوطنية، وله مؤلفات أخرى، أنظر تراجم المؤلفين التونسيين، ٤/ ٤١٧ - ٤١٩.