للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم] بالآخر، ثم اجتمعوا لحربه، وزحف إليه أهل بليرم في البحر فهزمهم واستباحهم (وملك بلدهم) (٤١) وبعث جماعة من وجوهها إلى أبيه، وفرّ آخرون من أعيانهم إلى القسطنطينية وآخرون إلى طرابنة (٤٢) فأتبعهم وعاث في نواحيها، وتجهز سنة ثمان وثمانين ومائتين للغزو فغزا دمقش ثم مسينا فهدم سورها، ثم جاء في البحر إلى ريو (٤٣) ففتحها عنوة، وشحن مراكبه بغنائمها، وجاء مدد القسطنطينية في المراكب فهزمهم، وأخذ لهم ثلاثين مركبا» (٤٤).

ثم ان ابراهيم بن أحمد غلب عليه خلط سوداوي فتغيّر وأسرف في القتل، فقتل أصحابه وكفاته وحجّابه، وقتل ثمانية إخوة له صبرا بين يديه، وقتل بناته، ثم أظهر النسك (٤٥) ومات لثمان بقين من شهر ربيع الأول (٤٦) سنة تسع وثمانين ومائتين (٤٧).

[عبد الله بن ابراهيم]

وولي بعده ابنه أبو العبّاس عبد الله بن ابراهيم على عهد المعتصم، فردّ المظالم وتنسّك ولبس الصّوف إلى أن قتل بتدبير ابنه زيادة الله (٤٨)، وكان في سجنه وبادر بقتل من شاركه في دمه، وأظهر التبرّي منه، فعاقبه الله تعالى فلم يتمتّع بالملك، ولم يصف له بل خرج مهزوما ومات طريدا شريدا في البلاد بظهور بني عبيد الشّيعة، فلقيت جيوشه جيوشهم فلم تقم له قائمة ففرّ إلى المشرق (٤٩) وترك البلاد، فاستولى عليها الشّيعة بعدما ملكها بنو الأغلب مائة سنة واثنتي عشرة سنة وعدّتهم أحد عشر سلطانا.


(٤١) اضافة من المؤلف عما هو موجود بكتاب العبر.
(٤٢) في العبر ٤/ ٤٣٥: «طرميس» قال عنها الحموي «انها من قرى دمشق» ٤/ ٣٢.
(٤٣) في الأصول وفي كتاب العبر: «ربو»، وليس لها ذكر في المعاجم والتصويب من معجم البلدان ٣/ ١١٦ وقال الحموي «بفتح أوله وضم ثانيه. . . مدينة للروم مقابل جزيرة صقلية من ناحية الشرق» وكذلك في الرّوض المعطار ص: ٢٨٠ قال الحميري: «مدينة من بلاد قلورية على ضفة المجاز إلى صقلية».
(٤٤) ما سبق ذكره عن ابراهيم الثاني نقله المؤلف من كتاب العبر حرفيا مع اسقاط جمل يسيرة ٤/ ٤٣٤ - ٤٣٦.
(٤٥) وتخلى عن الحكم انظر «الدولة الأغلبية» المرجع السابق ص: ٣٤٨.
(٤٦) في الأصول: «لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة» والمثبت من نفس المرجع وكتاب العبر ٥/ ٤٣٩.
(٤٧) مارس ٩٠٢ م.
(٤٨) في ٢٨ شعبان سنة ٢٩٠/ ٢٧ جويلية ٩٠٣ م.
(٤٩) انظر كتاب العبر ٥/ ٤٤١.