للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفاة ابن تافراجين]

وفي هذه السنة (٢٧٧) توفي الشّيخ الحاجب أبو محمد عبد الله بن تافراجين بتونس ودفن بمدرسته (٢٧٨) بقنطرة ابن ساكن (٢٧٩)، داخل باب السويقة، وكان في حياته سار في أهل تونس بالرفق، وساس الأعراب وأعظم جبايته من سفار البحر، وكانت له مواصلة بالمهدية مع السّلطان أبي عنان حتى فسدت بإباية ابنة المولى الخليفة أبي بكر من قبول خطبته - حسبما مر - ولما مات ابن تافراجين استبد السّلطان بملكه وأقام سلطانه لنفسه.

[وفاة القاضي أبي القاسم بن سلمون البياسي]

وفي الثالث عشر لجمادى الأولى سنة سبع وستين وسبعمائة (٢٨٠) توفي قاضي الجماعة بغرناطة الفقيه الموثق أبو القاسم بن سلمون بن علي بن عبد الله الكناني البيّاسي (٢٨١) الأصل، الغرناطي المولد والمنشأ، صاحب التأليف في الأحكام المسمى «بالعقد المنظّم للحكام فيما يجري بين أيديهم من الوثائق والأحكام» (٢٨٢).

[وفاة أبي اسحاق ابراهيم]

وتوفي السّلطان أبو اسحاق ابراهيم ثاني رجب سنة سبعين وسبعمائة (٢٨٣) فجأة بليل بعد أن قضى وطرا من محادثة السّمر وغلبه النّوم من آخر الليل فنام ولما أيقظه الخادم وجده قد مات، فكانت مدّة خلافته بتونس ثمانية عشر عاما وعشرة أشهر ونصف (٢٨٤).


(٢٧٧) رجع إلى النقل من تاريخ الدولتين ص: ١٠١ وما بعدها.
(٢٧٨) وهذه المدرسة هي الآن دار سكنى.
(٢٧٩) قرب حوانيت عاشور (اتحاف أهل الزمان ١/ ١٧٩) وقنطرة ابن ساكن هي الآن ساباط سيدي ابراهيم الرياحي، والرأي عندنا أن المدرسة والدار كانت تربطان دار الطربيق القديم وتصلان بطحاء خير الدين حيث يوجد مسجد ابن تافراجين تعليق (١) للمرحوم عثمان الكعّاك على الأدلّة البينة النورانية لابن الشماع ص: ٤٣٥.
(٢٨٠) ٢٦ جانفي ١٣٦٦ م.
(٢٨١) في الأصول: «اليابسي» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: ١٠٣.
(٢٨٢) عن ابن سلمون مراجعة الديباج ونيل الابتهاج وغيره.
(٢٨٣) ١١ فيفري ١٣٦٩.
(٢٨٤) عن دولة السّلطان ابراهيم بن أبي بكر وما وقع فيها من الأحداث كمنازلة السّلطان أبي عنان المريني لتونس، نقل المؤلف ما في تاريخ الدولتين ص: ٩٢ - ١٠٤ باختصار.