للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعاصفهم (٤٢٨) الرّيح فرجعوا على خوف من شعبان خوجة فكان / من قدر الله تعالى أن رفض عسكره طاعته، فقتل (٤٢٩) وولّوا غيره فدخل عليه الشّفعاء في طلب الصّلح فقبل شفاعتهم، وطاطار متماد على الحصار ويعد قومه بالنّصر والنّجدة من (٤٣٠) الجزائر، ففي غرّة حجة من السّنة المذكورة قام عليه من معه وفتحت القصبة، وخرج طاطار فدخل زاوية سيدي أحمد بن عروس فصدم العسكر الزّاوية، وضرب بالرّصاص وقطع رأسه ولم يدفع الله عنه ما حلّ به لأنّه كان إنتهك حرمة الشّيخ بإخراج المحتجبين (٤٣١) بضريحه جزاء وفاقا، وكانت مدّة المحاصرة شهرين ونصف، فمدّته سبعة أشهر.

عود إلى أخبار محمّد باي:

وجدّدت البيعة لمحمد باي يوم فتح القصبة، ثم خرج محمد باي بالمحلّة الصيفية فعصى عليه جبل عمدون (٤٣٢)، فجهّز لهم عسكرا ثانيا ودخل جبالهم وقطع أشجارهم ومهّد الطرق للسّالكين إلى أن طوّعهم، ثم جاء (٤٣٣) شفعاء الجزائر مسرورون (٤٣٤)، ثمّ لمّا رآى في يعقوب داي غلبة السّن والعجز عقد ديوانا لتولية الحاج محمّد خوجة الّذي كان مع الشّفعاء فقبلوه على رضى من عامّة النّاس في ستّ من ربيع أوّل سنة سبع ومائة وألف (٤٣٥)، وفوّض له أحكام المدينة أتمّ تفويض.

ثمّ ظهر الخلاف من جبال مطماطة فجهّز لها عسكرا في البحر، وسار هو في البرّ فأتاهم من حيث (٤٣٦) لم يحتسبوا، فقاتلهم وقتل مفسدهم وقاومهم حتّى أطاعوا (٤٣٧)


(٤٢٨) في ش: «فعاسفهم»، وفي الحلل: «فركبوا البحر وبلغوا الجزائر وراودوا شعبان خوجة على الصّلح. . .»، ٢/ ٥٧٩.
(٤٢٩) في ط: «فقتلوه».
(٤٣٠) ساقطة من ش.
(٤٣١) في ش: «غير واضحة».
(٤٣٢) وخمير.
(٤٣٣) في ش: «جات»، وفي ت: «جاءت».
(٤٣٤) في الأصول: «مسرورين».
(٤٣٥) ١٥ أكتوبر ١٦٩٥ م.
(٤٣٦) ساقطة من ش وت.
(٤٣٧) في ش: «طاعوا».