للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[توزر]

ومن باغاية إلى مدينة قسطيليّة أربع مراحل وهي تسمّى توزر ولها سور حصين / وبها نخل كثير جدا، وتمرها يعمّ بلاد إفريقية، وبها أترج كثير، حسن طيّب مع كثرة، فواكهه حسنة في نهاية الجودة، وماؤها غير طيب ولا مرّو (٨)، وسعر الطعام بها غال في أكثر الأوقات لأنه يجلب إليها، ولا يزرع بها من الحنطة والشعير إلا اليسير. وبقربها بين جنوب وشرق الحمّة بينهما مرحلة صغيرة (وقد يقال حمّة البهاليل احترازا من حمّة مطماطة) (٩) وماء الحمّة غير طيّب لكنه مشروب قنع به أهلها (ونخلها كثير وتمرها غزير) (١٠).

ومنها إلى تقيوس نحو من عشرين ميلا، وهي مدينة حسنة عامرة، لها غلاّت الحنّاء والكمّون والكروياء، وبها نخل وتمر حسن، وجملة بقول طيّبة ناعمة.

[قفصة]

ومن تقيوس إلى قفصة مرحلة، وقفصة مدينة حسنة (كانت) (١١) ذات سور (حصين فهدمه أبو فارس الحفصي ثم أعادوه من تراب يتحصّنون به من أعدائها) (١١)، ولها نهر جار أطيب من ماء قسطيلية، وفي وسطها العين المسمّاة بالطرميذ (١٢)، وأسواقها عامرة، ومتاجرها كثيرة، وصناعتها قائمة، ويطيف بها نخل كثير يشتمل على ضروب من التمر العجيب، وبها جنّات وبساتين، وقصور قائمة معمورة، وبها بزر الحنّاء والكمون والقطن.

[الطرقات من قفصة إلى ما جاورها]

ومن مدينة قفصة إلى جهة الغرب ومع الجنوب مدينة قاصرة، ومدينة نقاوس، ومدينة / جمونس (١٣) في الشرق منها، وهذه البلاد كلها تتقارب في صفاتها، ونخيلها، ومياهها، وغلاّتها، والحنطة بها أبدا قليلة لأنها تجلب إليها من غيرها، ومدينة قفصة مركز والبلاد بها دائرة.


(٨) في بعض النسخ من ن. م.: «مر»، ص: ١٠٤.
(٩) اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق أراد بها الدقة.
(١٠) اضافة أخرى من المؤلف.
(١١) إضافة من المؤلف لها بعد تاريخي.
(١٢) في الأصول: «الطرميل» والمثبت من ن. م. ص: ١٠٤.
(١٣) في الأصول: «حمدنس» والمثبت من ن. م. ص: ١٠٥.