للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد تسعة أشهر من ولايته (٢٣١)، وكان يوم ولايته أبو محمد عبد الله ابن الأمير يعقوب المذكور بالأندلس، فامتنع بمرسية، ورأى أنه أولى بالأمر من عبد الواحد، وخرج إلى ما في جهته من بلاد الأندلس فاستولى عليها بغير كلفة وتلقب «بالعادل»، فلما خنق عبد الواحد بمرّاكش، ثارت الافرنج بالأندلس على العادل وتواقفوا (٢٣٢)، فانهزم أصحابه هزيمة شنيعة وهرب هو فركب البحر يريد مرّاكش، وخلف باشبيلية أخاه أبا العلاء (٢٣٣) ادريس ابن الأمير يعقوب، وقاسى (٢٣٤) العادل شدائد في طريقه إلى مرّاكش [من العربان]» (٢٣٥).

«ثم (٢٣٦) خلع العادل واقتحم عليه القصر وانتهبوه، وقتل العادل خنقا في الثاني والعشرين من شوال سنة أربع وعشرين وستمائة (٢٣٧) فكانت مدته من حين بويع بمرسية ثلاث سنين وثمانية أشهر وعشرة أيام».

[المعتصم]

«وبويع بعده بمرّاكش أبو زكرياء يحيى بن النّاصر ولقب «المعتصم» (٢٣٨) «وكان اذ ذاك كما بقل (٢٣٩) / وجهه (غير أنه) (٢٤٠) لم يجرّب الأمور، ولم يلبث إلاّ أياما قلائل حتى ورد الخبر من الأندلس أن أبا العلاء (٢٤١) ادريس ابن الأمير يعقوب ادعى الخلافة لنفسه باشبيلية وبايعه أهل الأندلس، ولقب «المأمون»، فآل أمر المعتصم إلى أن حصره العرب بمرّاكش وهزموا عسكره مرة بعد أخرى، حتى ضجر منه أهل مرّاكش وتشاءموا به وأخرجوه، فهرب إلى جبل درن، ثم أرسل في الباطن جماعة من أهل مرّاكش ليعود إليها ويقتل من بها من (العربان) (٢٤٢) أعوان المأمون، فحضر إليها وقتل المذكورين.


(٢٣١) الوفيات ٧/ ١٦.
(٢٣٢) وفيات الأعيان التي ينقل عنها المؤلف: «وتواقعوا» ٧/ ١٦ والصحيح تواقفوا.
(٢٣٣) في الأصول: «العلي» وفي الوفيات: «العلا»، والمثبت من تاريخ الدولتين ص: ٢٢.
(٢٣٤) في ش: «وقاس».
(٢٣٥) وفيات الأعيان ٧/ ١٦.
(٢٣٦) رجع إلى النقل من تاريخ الدّولتين ص: ٢١.
(٢٣٧) ٥ أكتوبر ١٢٢٦ م.
(٢٣٨) تاريخ الدولتين ص: ٢٢.
(٢٣٩) كذا في ط والوفيات، وفي ش: «نفل».
(٢٤٠) في الوفيات: «غرّ لم» ٧/ ١٦.
(٢٤١) في الأصول: «العلى».
(٢٤٢) زائدة عن الوفيات التي ينقل عنها المؤلف.